بحكم دراستي لطب التأهيل، وتخصصي في مجال الأطراف الاصطناعية وتقويم العظام، دست الكثير عن سيكولوجية المرضى بالتحديد الذين يفقدون يد أو قدم من مرضى السكري، أو سرطان العظام،أو يبسبب الحوادث والحروب.
تقول دراسات أجريت عن المرضى المبتروين، أن أول شعور يخالجهم هو الفقد أو ال Greif وهو شعور يشابه جدًا فقدهم لأحد مقرّب، وبعد ذلك يبدأ بالتعامل مع خسارة واحد أو أكثر من الأطراف، إما بطريقة إيجابية حيث يتقبل الخسارة، أو يدخل في الكآبة، ومما يتدعس التعجب أن أكثر من 90% من المرضى يقولون أنهم لا زالوا يشعرون بوجود الطرف المبتور، يشعرون بالبرد أو الحرارة أو الحكة، أو عرون بالألم، ويسمى هذا الاحساس والألم بالاحساس الشبح أو الألم الشبح phantom pain /sensation
لقد استوقني كثيرًا هذا الأمر،، حتى قابلت مريضًا في ريعان شبابه، ويأبى استعمال الطرف الصناعي لأنه لا زال يشعر بألم يقض مضجعه كل ليلة وبالرجل المبتورة، ويقول أنه يشعر أنها ما زالت موجودة ولذا فلا يمكنه أن يتقبل الطرف الصناعي لأكثر من بضع دقائق!
لقد قرأت أكثر عن تفسيرات الدراسات والتفسير الأرجح أن هذه خدعة يقوم بها العقل الباطن الذي يتصرف كأن الطرف لازال موجودًا، وينبع هذا الأمر من إنكار المريض للأمر وصدمته، إن كل ما يقوم به العقل هو افتراض الألم ذاته الذي كان في الطرف قبل بتره، أو يفترض الاحساس ذاته الذي كان غالبًا على الطرف قبل بتره مثل البرودة أو الحرارة، وبهذا يخفف على نفسه وطأة الصدمة منة فقدان الطرف، وهو أمر يخف أثره كلما طالت مدة البتر وعن استعمال الطرف الصناعي لأنه تعويض منطقي، والأهم أنه يمكن أن يزول بالتقبل والنظر للبتر في المرآة.
لم أكن أؤمن سابقًا بقدرة العقل الباطن، ولكنني بت أعتقد أن العقل الباطن قادر على اختراع العجب العجاب، لأن معظم المرضى الذين أقابلهم يعانون من ألم أو احساس الشبح، فسؤالي هل تؤمنون بقدرة العقل الباطن؟؟ وإلى أي مدى تعتقدون أن العقل الباطن قادر على خداع عقل نا الواعي؟
التعليقات