كنت أتصفح وسائل التواصل الاجتماعي ذات مرة، ووجدت إعلان نادي رياضي مضمونه أنهم بإمكانهم زيادة طول الشخص. استعجبت كثيرًا من هذا الآمر وقلت بداخلي ممكن لما لا، بالأخص أن الرياضة مفيدة للجسم كله ومن المحتمل أن تكون تلك الدعاية مبنية على معلومات صحيحة. لم أهتم حقيقًة بتحري صدق المعلومات وقتها، لأني في ذلك الحين كنت أمر بفترة من الكره المتبادل بيني وبين الرياضة؛ بسبب الأنظمة الكثير الفاشلة التي كنت أتبعها. ما زلت أجاهد حتى ألتزم بحمية أو روتين رياضي صحي، إذا كان لديكم نصائح فهذا يسعدني.

هناك عاملان يؤثران على طول الإنسان، العامل الأول هو العامل الوراثي، وهو يمثل النسبة الأكبر بحوالي 80%، والعامل الآخر الرياضة والتغذية، وهو يمثل 20%. 

لذا بتلك النسب الإنسان لا يستطيع أن يزيد طوله عما قررت له جيناته الوراثية، أي إذا طولنا الوراثي في الأساس 170سم فلا نستطيع بأي شكل من الأشكال أن نزيد عن هذا الطول. حتى الآن يعتبر كلام الإعلان الذي شاهدته هو مجرد دعاية خادعة، لكن الأمر ليس كذلك.

العامل الآخر الذي يتمثل في الرياضة والتغذية هو فعلًا يؤثر في طول الإنسان، لكن ليس بالتأثير المباشر. يظل المتحكم الرئيسي هو العامل الوراثي، من المحتمل أن توجد عوائق تجعلنا لا نصل للطول الطبيعي، ومنها ضعف العضلات، ونقص فيتامين د، ونقص الكالسيوم، وعدم أخذ كفايتنا من النوم، والأهم نقص هرمون النمو الذي يتأثر بالسلب نتيجة للعادات غير الصحية السابقة. 

التمارين تساعد على تقوية العضلات وتجعلنا نحصل على قوام ممشوق، بالإضافة إلى أنها تحفز إفراز هرمون النمو، حتى إن كان دوره الأساسي هو قبل البلوغ، فبعد البلوغ هو يساعدنا على الحفاظ على الطول. 

هرمون النمو أيضا يتم إفرازه أثناء النوم، لذا إذا كنا نعاني من نقص النوم سيؤثر ذلك بالسلب. القدر الكافي من النوم للناضجين 18-64 سنة هو من 7-9 ساعات، وتختلف الساعات مع اختلاف السن "سأضع الجدول في الأسفل". ممكن أيضًا أن نقوم باليوجا فهي فعالة في جزئية الحفاظ على القوام الممشوق.

لعدم الخلط، نحن نصل لذروة نمونا بعد انتهاء فترة البلوغ، إذا كان طولنا تأثر بسبب عادات سيئة أثناء هذه الفترة، ليس من المتوقع أن يتأثر كثيرًا بالمجهودات المبذولة بعد ذلك. نحن في الطبيعي من عمر سنة إلى بداية البلوغ نزيد حوالي 5سم كل عام، وأثناء فترة البلوغ نزيد حوالي 10سم كل عام، باختلاف طبعًا الفروقات الجينية. لذا الحفاظ على صحتنا وصحة أولادنا من البداية أمر مهم جدًا، حتى لا نقول يا ليتنا بعد ذلك.

أخبروني الآن، ما هو طولكم الحالي وهل قمتم فعلًا بتجربة أي من وسائل زيادة الطول؟