نظن أنه من الصعب أن يعمل الشخص بمهنة لمدة يوم واحد، ولكن إذا نظرنا للأمر من زاوية أخرى سنجد أننا مُحاطون بأشخاص يعملون بشكل خاص من الممكن أن نعرض عليهم التطوع لخوض التجربة مرة واحدة، بل ربما يسعدهم ذلك ويُساعدهم.
ماحدث معي هو نقاش مع صديقة لي تملك هي ووالدتها روضة خاصة ومكان مرخص لإستضافة الأطفال، أثناء حديثي معها عبرت لي عن مشكلة تواجهها في أحد الأيام وهي اعتذار أكثر من مساعدة في الدار مما جعلها في حيرة ماذا تفعل هذا اليوم، وأثناء النقاش ومعرفتي لطبيعة العمل شجعتني التفاصيل لأعرض عليها التطوع للعمل لمدة يوم واحد حتى أُساعدها في حل المشكلة، كنتُ أقول لنفسي " هههه هذا مجرد يومٍ مع أطفال "، خاصة أن العمل 4 ساعات فقط!
تفاجئتُ أن الواقع أصعب من دوام العمل الروتيني الذي أعيشه يوميًا.
4 ساعات من الجدال، تكرار التنبيهات، صراخ متواصل، طفل يصمت يصرخ الأخر؛ فض مشاكل من نوع قد نسيته منذ طفولتي، منها مشكلة لطفلٍ مع أخيه على قطعة حلوى كل منهما يقول أنها له، وكل منهما معه منها، ولكنهما يتشاجران على واحدة من القطعتين وتاركين الثانية، نصف ساعة في إقناعهم أنها نفسها، ولا أحد منهم يقبل سوى بقطعة واحدة لقناعته ان تلك التي اعطتها له أمه، والثانية لأخيه!
إيجابيات التجربة:
تعلمتُ منها أن لا أستهين بمهنة أحد، وأن ما يراه كل شخص من الخارج لين، فالمسئولية في حد ذاتها تجعله معاناة!
التلوين يُساعد على التركيز، فأنا من الأشخاص الذين لا يُحبون الرسم أو التلوين، ولكن مع التلوين والإندماج مع الأطفال إكتشفت أنه جيد لصفاء الذهن وتقوية التركيز.
الأطفال يميلون لمن يُعطيهم وقته!، أكثر ما أثار إنتباهي هو رفض بعض الأطفال الذهاب مع أبائهم نهاية اليوم لأنهم يريدون البقاء معنا ومع زملائهم.
سألتمس العذر ألف مرة لكل مساعدة في مكان استضافة على أي سهو يحدث منها، مسئولية طفل تجعل الأم تدور حول نفسها، فماذا عن مسئولية 40 طفل وطفلة تقريبًا!
الغريب أن التجربة حمستني لتجربة وظائف مختلفة، وفكرتُ في التطوع من وقت لأخر لأشخاص لا أعرفهم لأخوض معهم تجربة العمل ليوم واحد في مهنة غير مهنتي، لدي فضول لتجربة العمل في تزيين الحلوى الغربية والتمريض.
هل خاض أحد منكم تجربة شبيهة بتجربتي؟
وفي حال أُتيحت لكم الفرصة فأي مهنة ستختارون ولماذا؟
التعليقات