هل يمكن أن يكون الأطفال الذين يستمتعون بقتل الحيوانات قتلة في المستقبل؟

بشكل عام فإن سلوك الإنسان عامة هو نتاج عاملين مهمين: تكوينه الجيني + ظروف تنشئته الاجتماعية

يعني هناك اشخاص قد يكون لديهم استعداد نفسي وراثي كي يصبحوا مجرمين، لكن الذي يحدد مصيرهم في الاخير هو التنشئة الاجتماعية فلو خضعوا لتنشئة قاسية مثلا فمن المحتمل جدا ان يصبحوا مجرمين أما لو خضعوا لتنشئة سليمة فمن المحتمل جدا ان يصبحوا اشخاص طبيعيين مسالمين ...

فلو تم اخضاع تلك الطفلة مثلا لظروف عيش قاسية من العنف و التهميش والحرمان فمن المحتمل جدا ان تنحرف للاجرام نظرا للإستعداد النفسي الموجود لديها سلفا، فقد تبث علميا انه بالاضافة للطبيعة النفسية الوراثية للانسان، تلعب الظروف والتنشئة الاجتماعية و العوامل البيئية دورا كبيرا في تحديد سلوكنا وهويتنا عامة في الاخير.

تفاصيل أكثر حول هذا الامر في هذا الموضوع

البشر مخلوقات عجيبة حقا ،

أعتقد أنه لا يوجد علاقة بين ما ذكرتيه وبين إمكانية أن تقتل أحدهم في المستقبل ، حيث أن مثل هذه الأمور تحدث معنا يوميا ولكن بصورة مختلفة ، بالتأكيد يظل الأمر أكثر وضوحا وغرابة في حالة أختك الصغيرة ، ولكن لو تأملنا قليلا لوجدنا أننا كلنا معرضون لمثل هذه الأمور ..

فكم توقعنا من أمور لا أساس منطقي لها ، فقط بحدسنا ، وحدث ما توقعناه !!

وكم تعرضنا لمواقف توقع الجميع أن ننهار فيها وبالعكس تماسكنا ..

وكم تعرضنا لمواقف سعيدة ولكننا بكينا ..

وكم تصرفنا واتخذنا لقرارات ، وبعدها تسائلنا ، أين كان عقلنا ؟!!

لا أود أن أكون فلسفيا في طرحي ، ولكني أعتقد فقط أنها حالة فريدة ، تمتلك من قوة الملاحظة وهدوء الأعصاب ما يؤهلها لتكون ذو شأن كبير ، فقط تحتاج للتوجيه والإهتمام

ربما تؤثر افلام الرعب او الاشياء التي تشهدها في حياتها على تصرفاتها لكن لس بالظروره ان تصبح قاتله

لانها بالتاكيد ستتعرف على الحياة مثلما نفعل ستعرف ايضا انه لايمكن قتل الاشخاص لانهم سيئين فقط

ولكنها شديدة الملاحظه وهذا من الاشياء المفيده لها ان تتجنب الاشخاص الذين تعرف انهم سياذوها ان تعرف نوايا الشخص ايضا هذا كله من الفطنه

جريمة القتل ذنب فطري قبل ان يكون جنائي وغير ذلك

وخذها قاعدة محضة مطلقة

لن يرتكب الانسان خطا كبير قبل ان يرتكب اخطاء اصغر

لن يجرؤ

الشر ليس وليد عقدة نفسية، او صدمة حصلت منذ الطفولة، او اي خزعبلات يذكرها علماء النفس والمحامين الغربيين لتبرير جرائم المجرمين

الشر والاجرام هي بذرة تطفر وتنمو منذ وقت طويل لتصل لاعلى مستوياتها القتل والزنى والعياذ بالله

قد لاتجد مشكلة مع طفل يضرب اقرانه او يتلفظ بكلام "بذيء تقريباً" اذا سمعه من احد وغالبا سنوقفه وننهره

لكن ان تجد طفل يسرق وهو بعمر السادسة فنعم حتى لو كان طبيعي فانه ان استمر فسيصل لمستوى قادر على سرقة البنوك حتى.

المشكلة ليست في جريمة القتل بحد ذاتها فهي احتمال مستبعد .. بل بالصفات الأخرى التي قد تكتسبها في سنها الصغير بمشاهدة هذا النوع من الأفلام وكمثال عن ذلك القسوة، فحتى الأخصائيين يشيرون لخطورة هذا الفعل سواء كانت تستمتع به أم لا.

كلامهم قبل ان يكملوه دوما و تقول كلام غريب و انها تخبرهم بالأشخاص الذين يحاولون خداعهم من حولهم.

هذا يرتبط بالخيال أيضاً فهي تحاول تطبيق ما تشاهده (وهنا تكمن الخطورة)، فمعظم الأطفال يقومون بذلك، منهم من يعتقد أنه يمتلك قوى خارقة مثلا.. قد يكون الأمر غريب بعض الشيء بالنسبة لأختك لأنها تتجه للعنف أكثر وهو ما يجب مراقبته أكثر في تلك السن، لكن كيف ترينها الآن؟ بما أنها أصبحت في 16 سنة..

أرى أنه لابد أن تتجنب أختك أفلام الرعب وألا تُشاهدها بنسبة كبيرة ، فعند قتلها للحلازين والضفادع قد جعلت صفة الرحمة تُنتزع منها، لابد أن تتعلم العطف والرحمة ، حتى أنني أرى أنها ماذا لو جلبت قطة إن لم تكن لديها فوبيا من القطط وتقوم بتربيتها في بيتها .

بخصوص حديثكِ بأنها حريصة على العلاقات الإجتماعية مع اصدقاءها ، قد يجعل منها بأنها من الممكن تغير من سلوكها تجاه الحيونات إلى الأفضل ، فلربما تحنو عليها عما قريب ، لكان لابد من التقليل من مشاهدة أفلام الرعب .

لا أعتقد أن سلوكيات اختك تدعو إلى القلق نتيجة ربطها باحتمالية تحوّلها لمجرمة في المستقبل!

لا يتمتع جميع الأطفال بنفس المشاعر والتصرفات، بعضهم لا يخافون، بل ويتحدّون أنفسهم لمشاهدة أفلام الرعب وليثبتوا لأنفسهم وللآخرين أنهم شجعان ولا يخشوْن شيئًا.

في صغري كنت أعرف فتاة تسكن في نفس الحي تقوم بقتل الكتاكيت الصغيرة بعد أن تفقس عبر سحقها تحت قدميها!

كانت الفتاة بعيدة كل البعد عن تصرفات البنات، بل كانت مخيفة ويتجنّبها كل أطفال الحي حتى الأولاد منهم!

التقيتُ بها مرةً صدفة في مستوصف وكانت تحمل طفلها الرضيع ولم أعرفها يومها إلا من اسمها فقط!

كانت كل معاني الأمومة والحنان تخرج من عينيها وتعاملها مع من حولها يُوحي بأنها أكثر من طبيعية وليست مخبولة كانت تسحق الحيوانات في الماضي!

المغزى من كلامي أن الطفولة مرحلة حساسة، يسعى البعض فيها إلى الشذوذ عن قاعدة الطفل البريء ويُحاول أن يثبت للآخرين أنه ناضج ومتميّز وفريد من نوعه!

مشاهدة أفلام الرعب من الأساليب التي يتّبعها هؤلاء، وغالبًا هي السبب في التأثير على طريقة تفكير أختك.

وأعتقد أن ما هي بحاجته هو الاهتمام الزائد، لأنها بهذه الأساليب تُحاول لفت الانتباه إليها وربما تحتاج لتشعر أنها ذات قيمة أو مهمة ولا يُدرك أحدٌ ذلك.

اعتقد أن سلوكيات أختك ليست طبيعية بل وتدعو للقلق عليها، لكن لدي تساؤول هل العنف المصور أو العنف بشكل عام طبيعي في بيتكم؟ هل كانت الأم تشاهد هذه الأفلام وهي حامل فيها؟ إذا كانت هذه الحالة صحيحة فسلوكياتها مبررة بل ومنطقية جدًا جدًا، لو فعلًا تعودت على هذه السلوكيات وهي جنين في بطن أمها