هل من الممكن ان يصبح احد متبلد المشاعر، لايحب احد ولا يكره احد، ولا يتأثر بشيء خاريجي عاطفيا؟
هل من الممكن ذلك، وهل كتم المشاعر وتخطيها لفترة من الزمن سيأدي لموتها او موت مشاعره هو واصابته بالتبلد؟
وكيف تسيطر على مشاعر الاستياء والتاثر العاطفي ؟
بما أن لكل شيء سبب هذا يعني أنه يجب أن يراجع الشخص المصاب بهذا الأمر كل حياته من الأقرب في الذاكرة إلى الأبعد ويقوم بتشخيص مشاعرة على نمط تلك الرواية التي قرأتها مرة والتي كان على ما أذكر اسمها: عندما بكى نيتشه - هي مثل طبيب نفسي يسأل ويغوص في أعماق النفس الإنسانية، هذا ما يجب برأيي ولو بشكل أقل اختصاصاً الشخص العادي، لإنه برأيي التبصّر الذاتي في البداية هو الحل الأساس لكل ما يمكن أن يعيشه أي شخص من ضياع على مستوى المشاعر أو العاطفة، هذه مهمتنا الأولية كإنسان ومن بعدها إن عجز الإنسان على التبصّر الذاتي يأتي الطبيب ليزيد هذه العملية خبرة عند الشخص ويعلّمه الطريقة التي يجب أن يحلل فيها الماضي لإن أي شيء خطأ في الحاضر لابد أن يكون نتيجة ترسبات أفعال في الماضي أو قناعات وأفكار فيه.
أظن أنه من الممكن حصول شيء كهذا وأن يصبح الشخص مجمد المشاعر في بعض الحالات، أو عديم الإحساس كما يقال، أعتقد أنه ناجم عن تجارب سلبية متكررة في العواطف، مثل الإصابة بالألم العاطفي الشديد أو التعرض للإهمال أو الإساءة العاطفية في وقت سابق، فيتخذ هذا المنطق كآلية دفاعية لحماية النفس من المزيد من الألم أو الضرر العاطفي.
ومع ذلك، يجب أن يؤخذ في الاعتبار أن هذا الحالة قد تكون عرضية فقط، ويمكن للشخص العودة إلى الشعور بالمشاعر والتفاعل معها بعد فترة من الزمن أو بمساعدة الدعم العاطفي والمساعدة النفسية.
هل من الممكن ذلك؟
نعم من الممكن وهذا يحدث في حالة تعرضك لصدمة نفسية مثل الهجر، فعلى سبيل المثال تخلي شخص عزيز عليك عنك يجعل عقلك يكون استجابة دفاعية مسبقة خوفا من تكرار الأمر مجددا في المستقبل، فيصبح التبلد واللامبالاة هم وسائل لحمايتك، حتى إذا تعرضت لموقف مماثل لما اثر فيك مسبقا لا تعاود الشعور بنفس الآلام، حماية مسبقة مثلما أشرت.
وهل كتم المشاعر وتخطيها لفترة من الزمن سيأدي لموتها او موت مشاعره هو واصابته بالتبلد؟
أنصحك بتفريغ مشاعرك اول باول ولا تكتمها مطلقا أو تتهرب من مواجهتها، تفريغ المشاعر يحدث بطرق عديدة منها البكاء أو التحدث والتعبير أو ممارسة نشاط معين بعض الناس قد تفضل لكم كيس رمل مثلا والبعض قد يفضل التمارين الرياضية وأي كانت الوسيلة المهم أن تفرغ كل المشاعر التي بداخلك، لانه سيأتي لها وقت وتنفجر دفعة واحدة في موقف أو حدث غير مناسب أو غير مستحق، وستكون مشكلة أكبر بالنسبة لك.
فيصبح التبلد واللامبالاة هم وسائل لحمايتك، حتى إذا تعرضت لموقف مماثل لما اثر فيك مسبقا لا تعاود الشعور بنفس الآلام، حماية مسبقة مثلما أشرت
لقد تعرضت مثل هذه الصدمات العاطفية اكثر من 3 مرات ولحد الان اتأثر، ماذا تقولين في ذلك اذا ؟
لم أقصد بحديثي أن الجميع يجب أن يتعرض لذلك، بل هناك فئة قد تصاب بالتبلد نتيجة الصدمات، استجاباتنا للصدمات مختلفة والطريقة التي سنتعامل بها مختلفة، كما أن وضعنا وظروفنا وشخصياتنا تختلف عن بعضنا البعض، وبالتالي إذا تعرضنا نحن الاثنين على سبيل المثال لنفس الصدمة ستكون تأثيرها علينا مختلف، ربما أنا أتجاوز واتخطى سريعا وريما إذا تكررت لا أشعر ولا اتأثر، وربما يحدث معك العكس تماما.
أحيانًا أجد أناس تغيروا وتغيرت مشاعرهم تجاه الجميع وذلك بسبب ظرف ما أو عدة ظروف مروا بها ولكن غالبًا ما أرى أنهم عادوا كما كانوا وأنا شخصيًا أومن بمقولة "الطبع غلب التطبع" فقد نتغير وتتلبد مشاعرنا فترة معينة من الزمن ولكن سنعود كما كنا ودون استطاعتنا، أما للسيطرة على مشاعر الاستياء والتأثر العاطفي فأجد ان افضل ما نقوم به هو التماس الأعذار لمن أساء إلينا فمجرد أن تفكر بذلك الشخص من جهته وتراعي ظروفه ربما تلتمس له عذرًا وذلك ما يهوّن عليك من أثر الصدمة.
التعليقات