أحياناً أسعى في تحقيق شئ ما أو للحصول على خدمةٍ ما، وأجد كل الأسباب مُيسرة والأبواب كلها مفتوحة أمامي؛ مما يجعلني اُقدم على الأمر بكل هدوء وثقة و بنظرة داخلية بأن اللّه معي وأنه هيأ هذه الأسباب لي، لكن لا أعلم ما الذي يحدث عند الوقت الذي يُفترض فيه بأن تتم المُهمة أو أحصل على ما أريد، أشعر وكأنني صعدت للطابق الثاني بالأسانسير ثم حدث له عُطل ما، فقمت بالصعود على قدمي حتى الطابق الثاني عشر!

مرة واحدة ودون سابق انذار أجد نفسي غارقاً في وابل من الأفكار والتوتر وضيق للنفس وعدم وعي للسبب وراء كل هذا!، وهذا الأمر حدث معي أكثر من مرة، سأذكر تجربة واحدة فقط للتوضيح:

في العام الماضي، قررت أن أقوم بخطبة فتاة كانت زميلتي في الجامعة وفي نفس الكلية - كلية العلوم - ولكن عندما قمت بعرض الأمر عليها رفضت الأمر تماماً وقالت لي أنها لم تكنْ تفكر في هذا الأمر وأنني بالنسبة لها مجرد زميل، ثم قامت بعمل Block لحسابي على مواقع التواصل، ولكن العجيب أنه بعد يومين قامت بفك الحظر وقالت لي بأنها استخارت ربنا وشعرت براحة، ووجدت أن الأمر سيسير على ما يرام، وفعلا بعدما وافقت على تقدمي لها ذهبت إلى أهلها بعدها بأسبوع كي أتعرف على العائلة والأسرة الكريمة وكانوا من أجمل ما يكون، ومن أجمل ما يود أي شخص أن يُناسب، ولكن كان هناك بعض الشروط للخطوبة وهو ما جعلني أتأخر أربع أشهر منذ اللقاء الأول لعائلتها في بيتها، كانت الأمور والأحداث والأيام تسير - ليست بالسريعة ولا بشديدة البطء - وعلاقتي بها تزداد ترابط يوماً عن يوم، ومن أعجب ما حدث في هذه الخطوبة أن أهلها عندما جاءوا للمنطقة عندي التي أسكن فيها ليسألوا عني وعن أخلاقي وجدت أنهم سألوا رجل صاحب محل أو متجر في الشارع ولم أكن أعرفه ولم أتحدث معه من قبل ولكن تفاجأت بأنه قال لهم أنني محترم جداً ولا أذهب إلا إلى المسجد أو إلي الجامعة ولا أقف في الشارع إلا نادراً، وعلمت من عائلة خطيبتي أنهم بعد ما سمعوا هذا الكلام قرروا بألا يقوموا بسؤال أي شخص أخر ورحلوا وبعدها بيومين تقريبا قمت بخطبة زميلتي هذه، وظللنا مخطوبين لمدة ٤ أشهر تقريباً، وكانوا من أجمل الأيام التي مرت على حياتي...،

نستكمل الحكاية، لم تكن تلك الشهور كلها نعيم وجنة، ولكنها كان بها من الذكريات ما يكفيني حتى أموت، وحتى لو لم تنتهي هذه العلاقة وتزوجنا، أو انتهت ودخلت في علاقة غيرها ستظل فترة الخطوبة هذه محطة ذكريات أمرُ عليها كلما شعرت بالضيق، لكن ما العجيب هنا؟!، العجيب أنني حتى أستطيع خطبة زميلتي كان يتوجب علي بأن أعمل عملاً يوفر لي المال حتى أستطيع الزواج، وبدون أي تفكير بالتبعات وبتضحية - شديدة الغباء - قمت بالتحويل من كلية زراعة إلى كلية تجارة - انا ظللت بكلية العلوم 3 سنوات، ثم انتقلت لكلية زراعة، ثم عندما خطبت زميلتي تركت كلية زراعة وذهبت لكلية تجارة لكي توفر لي بعض الوقت للعمل - كانت كلية تجارة بالنسبة لي وسيلة لأخذ شهادة حتى أستطيع أن أتوظف في أي مكان أريده، لم تكن غايتي كلية التجارة ولم أكن احبها اطلاقاً، ولكن التحقت بها لتوفر وقت لي لكي أستطيع العمل وتوفير المال للزواج من الفتاة التي أريدها لي، ولكن مع كل هذا تركتني خطيبتي بمجرد علمها بأنني رسبت في السنة الأولى في كلية التجارة، وعلى الرغم من توضيحي لها بأن العمل هو أهم أولوياتي لكنها تركتني للأسف، كان هذا الأمر في شهر 6 قبل الماضي، وحتى هذه اللحظة وأنا أقوم بكتابة هذه الكلمات تنهال عليَّ الذكريات والكثير من الألم النفسي الشديد، وعودة لعنوان المساهمة الذي بالتأكيد قد نساه الجميع، لا أعلم كيف كان الطريق مُهيئ لي تماماً والأسباب كلها تدفعني لإستكمال الطريق ولكن فجأة تتحطم كل الآمال.

• هل حدث لأىٍ منكم مثل هذه الأمر، بأن يجد كل شئ حوله يدفعه للاستمرار، ثم يجد نفسه فجأة البحر من أمامه والفشل والإخفاق والرفض من خلفه؟