أيا جبلاً لا سنداً كمثلهِ ، أحنّ لصوتكِ كما لقياكَ معذَّبّا أيقنت أن لهيب الشوقِ لا مثيل لهُ ، فكن بخيرٍ و لا تُطل الفراق مسلِّما أنت الذي في وسط الظلام تنقذنا ، من عتمةٍ تكادُ تسرقُ الفخرَ منا و العلا أيا من علمتنا أن الحياة كنزٌ إلى دار الفناء مآلهُ تعال و املأ معي صندوق كنزي و كن لندائي ملبّيا أنت الذي من بين الركام تخرجنا ، مهوّناً و مذّكراً و معلّما كلماتكَ حنانكَ الذي ملكتهُ ، يفيض به
إدراكٌ متأخر
في أول الأيام ظننتُ أننا نلعب لعبة ( يهود و عرب ) كما كنا نسميها في طفولتنا ، لكن كلما انتقلنا من مكانٍ لآخر كانت تضاف ملعقة من الواقع إلى داخلي ، كانت مرة حقاً ، أدركتُ جدّية المأساة عندما فقدتُ عزيزاً على قلبي ، عندها شعرتُ بمرارة العلقم تصيب غصّة في قلبي ، تمنّيت لو لم أكبر و لم أدرك و لم أفهم .
شوقٌ و حنين
أفتقد نجمةً في وسط السماء أدركها ، من بين النجوم يطيّبُ جمالها القمرَ ، تريحُ وجدي عندَ حضورها ،ملاشيةً همومي إليها مُصْغِية أيا نفساً أحنّ للقائها ، كوني بخيرٍ فإنّ قلبي بالهموم مغلّفا
آلام الحروف
فتحتُ المذكّرة القديمة ، السطور تتلاشى ، ما بها الكلمات تبدو مرهقة ، نظرتُ إلى داخلها فوجدتها تبكي ، لا تجدُ من ينقذها ، تاهت بين مآسي الحياة ، محاصرة ٌ من كل جانب ، الحبر أوشكَ على النفاذ ، يرسمُ حروفاً باهتةً بلا نقاط ، واضحٌ أنّها تفتقر إلى أدنى حقوق الكتابة ، لكنها وحيدةً على رفٍ يملؤه الغبار … أتمنى أن تدركَ معاناة البشريّة قبل الحروف عزيزيَ القارئ .
معاناة الراحة 💔
هنا ، رغم أنني في غرفة صغيرة ، مختنقة بين جدران أربع ، أشعر كأن أنفاسي محتجزة في فتحات التهوية في السقف ، إلا أنني أكره نفسي كل يوم لأنني محاطة بالجدران و قادرة على تشغيل جهاز التكييف بينما أحبتي يحترقون في خيام النزوح ، أكره نفسي عندما أذهب لشراء الضروريات ببضعة القروش التي نملك بينما أحبتي يلتوون من جوعهم ، أكره نفسي لأنني حصلت على قطعة ثياب إضافية بينما أحبتي لا زالوا يرتدون الملابس نفسها منذ أشهر طويلة ،
أملٌ لا ينقطع
عشتُ الكثير من الألم و المعاناة إلا أنني مصممة على أن أحقق حلمي و وصية جدي بأن أكون طبيبة جراحة قلب مميزة متقنة في عملها و ملبية لكل من يحتاجها . رجائي منكم أن تدعموا حملتي و تساعدوني في تحقيق حلمي عبر الرابط https://www.gazahelp.org/donations/12676/ تبرع صغير يمكن أن يحقق طموح و آمال كبيرة
ظننت أنها النهاية 💔
عندما نزحنا من منزلنا تاركين ذكرياتنا ، أشياءنا الخاصة ، كل ما نملك حرفياً خلفنا ، عندما لم نحمل سوى قطعتي ثياب و الأوراق المهمة و عبرنا إلى المنطقة التي ظنناها آمنة إلى جنوب الوادي ، اعتقدت أن نهاية العالم كانت في هذه اللحظة ، شعرت بقلبي يتقطع أشلاء ، لم أكن أعلم الغصة التي ستصيبني ، بعدها بأيام قليلة فقدت أغلى الأشخاص على قلبي ، خالي ، جدّاي ، و جدتي ، الفقد آلمني جداً ، و لكن الأمر
كانت وصيته الأخيرة
كان جدي جالساً بجانبي بعد أن احتفلنا بتفوقي في الثانوية العامة و حصولي على معدل يؤهلني للدراسة في كلية الطب البشري ، أخبرني حينها و بكل جديّة أنه مصر على تسجيلي في كلية الطب البشري ، إضافة إلى أنها كانت ضمن أهدافي و طموحاتي منذ صغري ، أخبرته مبتسمة : " و لا يهمك يا سيدي " ، فإذا به يبتسم و يقول أنه يريدني أن أكون طبيبة مميزة و مؤثرة في المجتمع و أن أتخصص في جراحة القلب لمعاناته
اشتقت إلى الروتين الممل 💔
كنت أظنه مملاً ، لم أكن أدري أنني سأنفجر بكاءً في أحد الأيام لهفة و حنيناً إلى الروتين الشاق . كنت أستيقظ مع أذان الفجر ، أصلي و أتجهز للذهاب إلى الجامعة ، كنت شغوفة طموحةً إلى تحقيق حلمي بأن أكون طبيبة مميزة في أحد الأيام ، خلال الطريق أقرأ أذكار الصباح و أتأمل المناظر الخلابة ،أصل على موعد المحاضرة الأولى ، أحاول التركيز إلا أنني منهكة لأنني نمت متأخرة في الليلة الماضية ، انتهت المحاضرة أخيراً ، أنزل إلى
أيقنت أنني كنت أملك كنزاً
كنا قد اعتدنا السعادة ، كان أبي أخاً و صديقاً و معلماً و مرشداً و مربياً ، كان الحنون الرحيم العطوف الخلوق ، عوضنا عن الأخ الوحيد الذي فقدناه قبل ولادته ، كان السند و الجبل الذي يسندنا عندما نقع ، في الفترة الأخيرة ما قبل الحرب كنا نذهب إلى الشاطئ كل نهاية أسبوع ، نستمتع بالجو العائلي ، كان يلبي كل رغباتنا رغم ضيق حاله ، أذكر الجمعة الأخيرة عندما جلسنا معاً في غرفة المعيشة ، كان قد حضر
ليتها لم تكبر 💔
في الأمس كانت ذكرى ميلاد بهجة بيتنا و آخر العنقود أختي الصغرى ، بفضل الله أتمّت عامين ، ناهيكم عن الغصة التي في قلوبنا كيف كبرت عاماً وسط هذه المعاناة ، عاشت عاماً من التشريد و الدمار و القتل و الجوع و العطش و الفقد ، في هذا العمر الأصل أن الأطفال يعيشون أدنى حقوق الطفولة ، يتعرفون على الأشياء من حولهم ، لكن طفلتنا عاشت من نزوح لآخر ، كلما اعتادت مكاناً نزحنا منه مجدداً ، عاشت بعيدة عن
إجبار مؤلم
بعدما نزحنا من منزلنا ، أجبرنا على النزوح من الشمال إلى الجنوب مرورا بحاجز الظلم و العدوان ، بالطبع مشياً على الأقدام ، كان الأمر صعباً ، كل منا مقيد بحقيبة ظهر واحدة فقط ليأخذها معه لأن الطريق شائك و طويل ، تركنا ذكرياتنا ، طموحاتنا ، أحلامنا ، تركت هدفي بأن أكون طبيبة تساند شعبها خلف ظهري مع كتبي و أوراقي ، تركنا المنزل و الحياة بأكملها ، لقد كان الأمر صعباً حقاً ، افترقت عن والدي الذي لطالما
مرارة النزوح
أعتقد أننا نزوحنا تجاوز العشر مرات ، جربنا المنازل ، المدارس ، المشافي و الخيم ، عشنا شتى أشكال المعاناة ، خرجنا من تحت النيران ، فقدنا أحبتنا ، افترقت عائلتنا بين الشمال و الجنوب ، قطعت الاتصالات ، انتهى الطعام ، لا مياه صالحة للشرب ، في كل مرة تنزح فيها تضطر لترك جزء من حاجياتك الخاصة التي تكمن في حقيبة ظهر صغيرة ، فالجسم تهالك و ما عاد يقدر على حمل هذه الأثقال ، تمشي مسافات طويلة تحت
ذكرى ميلادي الأسوأ
كان قد مر أسبوع على بداية الحرب و الدمار ، اضطررنا خلاله للنزوح من منزلنا و الذهاب إلى منزل العائلة ، استيقظت فجراً في ذكرى ميلادي التاسعة عشر على صوت جدران المباني تنهار و الطرقات تغوص في قاع الأرض من شدة القصف ، لم أبالي لأنني صامدة في بلادي منذ ولدت ، قلت لمن حولي أنني أشعر اليوم سيكون مميزاً ، بعدها بساعة فقط تلقينا خبر استشهاد جدي الحبيب والد والدتي ، الجد الحنون و الأب المعطاء و الأخ الكريم
لوحة قاسية
لفتتني من بين مئات الأشخاص الذين يمشون بين الخيام ، كانت ترتدي ثياب الصلاة التي لا تكاد تخلو من التمزق في كل جانب ، ثياب مهترئة بشدة ، لربما لأنها ترتديها منذ سبعة أشهر بالتمام و الكمال ، نظرت إلى قدميها فإذا بها ترتدي شبشباً نعله أوشك ينفصل عن واجهته ، تأملت وجهها ، عيناها مرهقتان تماماً تحملان في طياتهما سواداً يخبئ العديد من الهموم و الآلام ، شفتاها ممزقة من قلة المياه ، أيعقل أنها لم تشرب منذ أيام
قلب الموازين المؤلم
كانت تعود منهكة من دوامها الجامعي ، لا تكاد أن ترى سريرها حتى تستلقي ، تشتم رائحة الطعام اللذيذ ، تقوم سريعاً لتغير ثيابها تغتسل و من ثم تشارك أسرتها في تناول الغداء ، كانت تعلو أصوات ضحكاتهم عندما يكونون معاً ، كانت أسرة رائعة حقاً ، أما الآن فهي تعود منهكة من طابور المياه ، لم تملأ الأواني للأسف ، فالمياه لا تكفي لكل هذه الأمة ، تحاول أن تشتم رائحة الطعام فلا تجد سوى رغيف خبز يابس و
آلام محقونة .
أحس بمرارة في أقصى حلقي ، كأن حجرة عالقة هناك ، أشعر بنيران تطبق على صدري ، تشتعل بشدة ، أنفاسي تتقطع باستمرار ، أكاد أختنق ، لا أعلم ما حالي ، أفكاري تتدهور ، عقلي مشتت ، أشعر أن دماغي سينفجر من كثرة التفكير ، ينتابني البكاء هذه اللحظة يا عزيزي القارئ ، أتمنى لو أجد زاوية أرتمي فيها ، أخشى سماعي الخبر الذي أخشاه في كل حين ، أخشى الخسارة و السقوط و أنا بين جدران الألم .
لم تنجو قط 💔
ظنت أنها ستنجو ، خرجت من قاع النيران للمرة الألف ، عبرت الحدود إلى العالم الآخر تاركة خلفها أحبتها ، أحلامها ، ذكرياتها و كل ما تملك ، ما استطاعت إلا أن تأخذ قطعتا الثياب المهترئة التي ترتديها منذ أشهر عدة ، لا تغضب عليها عزيزي القارئ ، فهي رحلت مجبرة لترافق والدتها مريضة السرطان في علاجها الذي لا يتوفر بسبب الحصار و إلا تنوي الخروج قط ، لكن للأسف خرجت من الحرب إلى حرب أخرى لم تكن تعيها ،
فتاة على حافة الطريق
كانت معدتها تصنع أصواتاً غريبة ، أما هي فكانت تتلوى من ألم معدتها التي باتت فارغة منذ الأمس ، فتلت شوارع المخيم بأكمله لكنها لم تجد قطعة خبز يابسة حتى ، فالجميع حريصون على لقمة الطعام في هذا الوضع ، خرجت من خيمتها و جلست على حافة الطريق تئن من جوعها إلى أن لاحظها شيخ كبير من أحد الخيم المجاورة ، فهم أمرها فما أكثر الجوعى في هذه الأيام ، ذهب إلى خيمته و أخذ آخر رغيف لديه ليعطيه لتلك
همم الإنسانية
كانت معدتها تصنع أصواتاً غريبة ، أما هي فكانت تتلوى من الألم حيث باتت دون طعام منذ الأمس ، فتلت شوارع المخيم بأكمله لكنها لم تجد قطعة خبز يابسة حتى ، فالجميع حريصون على لقمة العيش في هذا الوضع ، خرجت من خيمتها و جلست على حافة الطريق تئن من جوعها إلى أن لاحظها شيخ كبير من أحد الخيم المجاورة ، فهم أمرها فما أكثر الجوعى في هذه الأيام ، ذهب إلى خيمته و أخذ آخر رغيف لديه ليعطيه لتلك
رحلوا معاً
كان ينام بجانب صغيرته ، يشتم رائحتها و يداعب شعرها الأشقر ، و في زاوية الغرفة كانت زوجته تنظر إليهما بحب ، لكن آلة الدمار المهولة مزّقت هذا المشهد الجميل حيث فجّرت جدران المنزل ، قتلت كل من في الغرفة ، جُمِعَت أشلاؤهم في كيسٍ واحد ، رحلوا معاً ، غادروا هذا المستنقع المظلم .. اللهم أنت حسبنا و نعم الوكيل
عاشت ليلة قاسية 💔
كانت تنام مغطاة بقطعة من ملابسها الرديئة ، كانت من أقسى الليالي ، افترشت الأرض و أسندت رأسها على حافة الرصيف ، لكنها كانت محاطة بالعناية الإلهية .. اللهم أعنّا و لا تُعِن علينا 🤲🏼
كيف كان اللقاء الأخير ؟!
قالت و عيناها تدمع : في اللقاء الأخير كان قد أوصانا أن نمسك بأيدي بعضنا كي لا نقع ، أن نكون سنداً لنا ، أن نأخذ بجانبنا ، أن نصبر و نهوّن على أنفسنا ، أن ندعو حتى تُفرَج .. اللهم عجّل بالفرج و اربط على قلوبنا 🤲🏼
كيف كان الوداع ؟!
كانت تداعب شعره ، تقبله آخر قبلة على جبينه ، تستنشق رائحته لتحتفظ بها مدى حياتها ،،، كل ذلك كان في مخيلتها ؛ كان جسده أشلاء مقطعة لذا لم تستطع توديع وجهه و ابتسامته حتى .. اللهم اربط على قلوبنا ،، و اجعلنا يا رب من الصابرين 🤲🏼