كنا قد اعتدنا السعادة ، كان أبي أخاً و صديقاً و معلماً و مرشداً و مربياً ، كان الحنون الرحيم العطوف الخلوق ، عوضنا عن الأخ الوحيد الذي فقدناه قبل ولادته ، كان السند و الجبل الذي يسندنا عندما نقع ، في الفترة الأخيرة ما قبل الحرب كنا نذهب إلى الشاطئ كل نهاية أسبوع ، نستمتع بالجو العائلي ، كان يلبي كل رغباتنا رغم ضيق حاله ، أذكر الجمعة الأخيرة عندما جلسنا معاً في غرفة المعيشة ، كان قد حضر لنا صنفاً من الحلويات ، كان لذيذاً حقاً ، جلسنا نتحدث و نضحك ، كان قد أخبرنا بمدى حبه لنا و المميزات التي يراها فينا و المستقبل الذي يطمح بها لنا ، كان شغوفاً لأهدافنا أكثر منّا ، رحل الحبيب الغالي ، رحل كاسراً ظهورنا مثقلاً همومنا ، رحل بلا وداع ، رحل بصمت .

لا أعلم مصيرك يا حبيب قلبي لكن كلي أمل أن نجتمع بك في القريب العاجل و أنت بخير و سلام و ألا يصلنا الخبر الفاجع .

رحمكَ الله و نوّر دربك أينما كنت