25 جوان…

عيد ميلادي.

اليوم الذي يُفترض أن يحتضنني، لا أن يدفعني إلى الحافة.

يومٌ من المفترض أن يُقال لي فيه: "سعيدة أنتِ لأنك وُجدتِ"،

لكنه تحول إلى لحظة أدركت فيها أن وجودي بات عبئًا في حياة من نذرت نفسي له.

ذهبنا إلى الطبيبة...

رحلة طبية أخرى من محاولاتي المتكررة لأحقق له حلم الأبوة،

لأمنحنا فرصة أن نصير عائلة،

أن يُولد من قلبي طفل يحمل اسمه، رغم كل ما أحمله أنا من خوف، تعب، وأمل يتكسر كل شهر.

كنت متعبة… لكن لا بأس.

كنت أريد فقط أن أشعر أنه يراني،

أنه إلى جانبي، لا كواجب… بل كحب.

ولكنه لم يكن كذلك.

جلس يتذمر، يتحرك بانزعاج،

وكأن وجودي معه في هذا المكان عبء لا يُطاق.

ثم انفجر في وجهي،

بصوتٍ كالصاعقة قال لي:

"تأخرت عن عملي بسببك. سئمت من مواعيد الأطباء. سئمت من صرف المال على هذه الأمور. سئمت من حديثك عن عملي. مللت منك."

كلماته لم تكن مجرد خيبة،

كانت طعنة في قلبي الذي حاول أن يبرر له كل غيابه، كل بروده، كل تجاهله.

قلت له بهدوء، بمحاولة أخيرة للنجاة:

"لا بأس، فقط اليوم… احسبها هكذا، كأننا نخرج معًا، كأنك تمنحني هذا الوقت كهدية عيد ميلادي."

لكنه لم يسمع.

أو ربما سمع… واختار أن يكون قاسيًا عمدًا.

صرخ مرة أخرى،

وقال كلمات جعلتني أشعر وكأنني مجرد كائن إضافي اقتحَم يومه،

ومسؤولية لم يردها، ولم يعد قادرًا على التظاهر باحتمالها.

عدنا إلى البيت…

لكن البيت ما عاد بيتًا.

لم أستطع الجلوس في مكان يُشبه كل شيء إلا الأمان.

جمعت أشيائي…

وعدت إلى المكان الوحيد الذي لا يُحاسبني على وجودي: بيت أمي.

اليوم، أدركت شيئًا قاسيًا لكنه واضح:

أنا لم أكن زوجة في نظره… كنت "شيئًا" جلبه من الخارج، حاول تحمله ثم سئم منه.

شيئًا لا يستحق دقيقة تأخير عن العمل، ولا درهمًا من المال، ولا حتى لحظة دفء في عيد ميلاده.

لكنه أخطأ…

أنا لست "شيئًا"،

أنا امرأة،

تحاول، تصبر، تُحب، وتَجرح حين لا تُقدّر.

اليوم، قررت أن لا أغفر بعد الآن لمن لم يطلب المغفرة،

ولا أُطارد لحظة اهتمام ممن لا يراني إلا متطلبًا.

اليوم، أنا لست تلك التي تُطفأ…

أنا النار التي لن تحترق بعد الآن إلا لتُنير نفسها.

– رشا، 💐التي وُلدت من جديد من رماد خذلانها.