كانت تعود منهكة من دوامها الجامعي ، لا تكاد أن ترى سريرها حتى تستلقي ، تشتم رائحة الطعام اللذيذ ، تقوم سريعاً لتغير ثيابها تغتسل و من ثم تشارك أسرتها في تناول الغداء ، كانت تعلو أصوات ضحكاتهم عندما يكونون معاً ، كانت أسرة رائعة حقاً ، أما الآن فهي تعود منهكة من طابور المياه ، لم تملأ الأواني للأسف ، فالمياه لا تكفي لكل هذه الأمة ، تحاول أن تشتم رائحة الطعام فلا تجد سوى رغيف خبز يابس و لربما علبتا فول يجب أن تكفي لخمسة عشر فرداً يعيشون معاً ، انقلبت حياتها تماماً لكنها تجدد أملها كل يوم أنها ستخلق حياة أفضل من السابقة إن كتب الله لها عمراً .
قلب الموازين المؤلم
نصك جميل وقلمك مبدع حقاً يا شهد، تمكنتِ من تصوير التحول الكبير في حياة الشخصية بطريقة مؤثرة وشعرت بمعاناتها ونأمل جميعاً أن يكون المستقبل أفضل، أما بخصوص الأدب، برأيك كيف يمكن للأدب أن يساهم في تسليط الضوء على مثل هذه التحولات الحياتية والتحديات التي يواجهها الناس؟ هل يمكن أن يكون له تأثير فعلي في الحاضر أم يظل تأثيره مستقبلياً؟
هل يمكن أن يكون له تأثير فعلي في الحاضر أم يظل تأثيره مستقبلياً؟
التأثير الفعلي هو إبقاء العواطف حية، وهذا ما لا يمكن أن ننكره عن الأدب، ولكن حتى نضمن تأثير مستقبلي علينا أن ننهض بآدابنا، ففي عصر قوة الأدب والشعر، كان الشعر محرّكاً للجيوش، كانت أشعار الحماسة تدوي في أرجاء البلاد، كان الأدب يرقى بأمتنا فوق الأمم، أين نحن من تلك العصور المضيئة؟
أضع بين يديك مساهمة سابقة لي عن قوة الشعر في التاريخ العربي، يا ليتها تعود!
شكراً جزيلاً لكِ على مشاركة هذه المساهمة القيمة، وبالفعل إذا أردنا أن يكون للأدب تأثيراً في الوقت الراهن، فمن المهم أن نعمل على النهوض بآدابنا واستعادة هيبته لكن يتطلب ذلك جهوداً مضاعفة لتجديد مكانة الأدب وتعزيز دوره في المجتمع، لكن برأيك ما هي الخطوات التي يمكننا اتخاذها لتحقيق ذلك؟
لكن برأيك ما هي الخطوات التي يمكننا اتخاذها لتحقيق ذلك؟
علينا البدء منذ البداية -مرحلة الطفولة- وتحديدًا الإهتمام باللغة العربية وآدابها بشكل أكبر في التعليم، باعتبارها من ضروريات الحياة وليست مجرد إضافة ثانوية لإستثارة ضجر الطلبة، وللأسف هذا ما نفتقر له في أنظمتنا التعليمية، فتراها تعطي الإهتمام الأكبر للغة الإنجليزية، ويتم تهميش اللغة العربية بشكل ملحوظ.
مجتمع يعظّم اللغات الأجنبية ويحطّ من لغته العريقة، كيف له أن ينهض بآدابه؟
التعليقات