بعدما نزحنا من منزلنا ، أجبرنا على النزوح من الشمال إلى الجنوب مرورا بحاجز الظلم و العدوان ، بالطبع مشياً على الأقدام ، كان الأمر صعباً ، كل منا مقيد بحقيبة ظهر واحدة فقط ليأخذها معه لأن الطريق شائك و طويل ، تركنا ذكرياتنا ، طموحاتنا ، أحلامنا ، تركت هدفي بأن أكون طبيبة تساند شعبها خلف ظهري مع كتبي و أوراقي ، تركنا المنزل و الحياة بأكملها ، لقد كان الأمر صعباً حقاً ، افترقت عن والدي الذي لطالما شجعني لأكون ابنته الطبيبة التي يفتخر بها ، خسرتُ الكثير حقاً ،

اليوم مرت أشهر عديدة و فاتني العام الدراسي ، فقدت حلمي في دراسة الطب ، الاتصال مقطوع مع والدي فلا أعلم إن كان على قيد الحياة حتى ، والدتي تعاني من مرض السرطان للمرة الثانية ، أحاول أن أكون أماً و أباً و أختاً و صديقة لأخواتي اللاتي صفعتهن الحياة بقسوة في عمرهن الصغير ، و لكن كلي أمل بأن الفرج قادم لا محال .