الطبقة الأرستقراطية في مصر، أو (الناس المبسوطين) مثلما يقول المصريين، يستخدمون اللغة الإنجليزية بكثرة في إستبدال واضح للعربية، فالأطفال في المدارس يدرسون بها وقوائم المطاعم مكتوبة بها، وأسماء المحلات التجارية أيضاً. أسماء الملابس والأطعمة والأماكن وهلم جرا ... كل هذا يكون بلغة الفرنجة عند الطبقة الغنية مادياً وثقافياً. وبين مؤيد ومعارض نحاول نحن كباحثين إستقراء المشهد من أعلى، متجنبين الإنحيازات التأكيدية والمغالطات المنطقية والإنتماءات الأيديولوجية. نرى أن المؤيدين هم أنفسهم المستخدمين لها أو الذين ولدوا في بيئة، وربما المستفيدين من
قطة 🐈
كانت تمشي بلا هدف هنا وهناك بين الأرجل وأسفل المقاعد، عيناها ملونة، لونها برتقالي، متوسطة الحجم، حاولت الإقتراب منها لكنها لاحظت ذلك وابتعدت مسرعة، ظللت اترقبها وأتابع خطواتها إلى أن سنحت الفرصة وجاءت أمامي وقبل أن تندس أسفل المقعد، انقضضت عليها وامسكتها بكلتا يداي من ظهرها وبطنها، وبمجرد أن رفعتها عن الأرض، أصدرت صوتاً مزعجاً نبه الجالسين إليها وإليّ، وبخفة وسرعة أدارت جذعها ونهشت يدي اليمنى بمخالبها الحادة، فتركتها في الحال متألماً و مبتسماً حتى لا يقولون عني هيء وميء
إشراقة البدايات
كانت بداية مثيرة، ففي غضون سويعات كنا "أصدقاء" ونعرف الكثير عن بعضنا البعض، نتشابه في معظمها ونختلف في بعضها، ابتسم عند سماع صوت الاشعارات، لا أحس بمرور الوقت أثناء الحديث، اتحرى شوقاً لسماع صوتها، أكتب ما يجعلها تضحك أو تبتسم، أراني أمارس الحيل الكلامية مرة أخرى، نتسامر إلى مطلع الفجر، أخذني الذلل بالحنين إلى ذلك الشعور القديم، وفي لحظة إشراق مني، أفصحت بأن كل منا مجرد حالة فراغ بالنسبة للآخر، لذا يجب التوقف. حينها أنتابني إحساس موحش، لكني لم أشعر
عن الوحدة
وحدي، أرتاد المطاعم والكافيهات، وحدي، أذهب للجامعة وأعود، وحدي، أجلس في غرفتي الباردة، وحدي أكل وأشرب، وحدي، أدرس واكتب خواطري لذاتي بأناي، عرفت أناس كُثر، مكاتباً ومخاطباً، وفي أغلب الأحيان تكون الهوة بيننا كبيرة، لذا لم أنتمى لهم، اللهم إلا ثلاثة أو أربعة فقط هم مَن شعرت معهم حقاً بأنني على راحتي وكأنهم شاطروني الرحلة، وهم أيضاً تركوني وتركتهم لا لشيء، فقط لإنشغالهم بأمور الحياة الدنيا، سأقابل غيرهم ولن أنساهم فهم نادرون مثلي، يقال أن الجواهر تتلاقى، إنهم حقاً جواهر
رأيي في العربية
أدرس بالعربية، اقرأ الكتب بالعربية، أتحدث مع الآخرين بالعربية (العامية المصرية)، واكتب ما بداخلي بالعربية أيضاً، فلماذا إذن أكره هذه اللغة عتيقة المعاني وغنية المفردات؟ سؤال صعب، بحثت له عن إجابة شافية داخل رأسي فلم أجد، لكن سأحاول التكهن معك. ربما لارتباطها بتاريخ حافل بالدماء والبغض، وعدم وجود مستقبل لها بين البلدان، ربما لأنني كرهت النحو والصرف عندما كنت صغيراً، وربما أيضاً لمحورية اللغة في الايديولوجيات المحيطة بي والتى اتمنى تركها في يوم من الأيام، أسباب عدة تراكمت عندي لتكون
تباً للحياة
بعد أن رحب بي، سألني باهتمام مفتعل: أليس لديك أي موهبة؟ فأجبته بابتسامة حرج: لا للأسف. أردف قائلاً: تمثيل، غناء، رسم، أي شيء؟ زاد حرجي خصوصًا مع تدخل أحد الجالسين في الحوار، لكن إجابتي لم تتغير . سألني مرة أخرى: لِما؟ تعجبت من السؤال، لكني فهمت أنه يتعمد وضعي في هذا المكان وفي هذه الحالة، حاولت لمام شتات نفسي ثم أجبته محاولاً التماسك ومُدعياً للهدوء: اممم لا أعرف! وبعدها تمتمت بكلمات غير مفهومة وخرجت من مكتبهم. إنه ليس أول موقف
الرَّجُلُ الَّذِي تُرافِقُه الفَلسَفةُ لا يَمُوتُ أبَدًا
لطالما طُلب مني أن ترشيح أفضل الكتب للقراءة الأولية في الفلسفة تحديداً لغير المتخصصين.. واليوم سأذكر لكم قائمة بأهم الكتب المقترح قراءتها إذا كنت مبتدئ أو تريد المطالعة. يجب الإشارة إلى أنه تم مراعاة توافر جميع الكتب على شبكة الإنترنت حتى يتمكن مَن لا يستطيع شراء الكتب الورقية من القراءة.. ويجب التنويه بأن الكتب التى بالقائمة هي من تفضيلي الشخصي وغير مُرتبة بحسب الأهمية أو تاريخ النشر او أي شيء آخر... 1. المدخل إلى الفلسفة - أزفلد كولبه 2. عرض
ليه كده؟
منذ مدة طويلة لم تمسس يداي القلم، أشعر وكأنه أصبح غريباً عني، لا أعرفه، وهو لا يريدني، أظنه لا يمنح نفسه إلا للناجحين، وأنا لم أنجح! أقسم أنني حاولت في أشياء كثيرة وبطرق عديدة لكني لم أُوفق، أقصد أنني فشلت، لن أُجمل الكلام، لقد فشلت في العلاقات.. فشلت في الدراسة.. فشلت في الشغل.. فشلت في تحقيق الذات.. فشلت في القيادة، وفشلت في الخدمة أيضاً. في الماضي، كنت أنظر بإستياء إلى الرجل الذي يُخرج ما به من غضب على زوجته مثلاً
أنا ؟!
أنا غير صالح للحياة وغير قابل للجوار.. لست ودود ولا حافظ... دائماً ما أكون في المكان الخاطئ في الوقت الخاطئ وأفعل كل ما هو خاطئ... لا أجيد التحدث برسمية ولا أمتلك ذهناً حاضراً في المقابلات المهمة... أنا سيئ لأبعد الحدود...
هل كان هناك داعي لكل هذا؟
عندما جاء اليوم الذي تسمرت فيه أمام شاشة المحادثة وهي فارغة، تذكرت أول مرة رأيتها هكذا قبل بدء حديثي معها.. قبل ارتسام الإبتسامة بين جنبات وجهي.. قبل إرسال أول رسالة صوتية لها وقبل أول رمز تعبيري تُرسله.. تذكرت ما قبل كل شيء.. ثم سألت نفسي، لماذا؟ لقد كنت تكتب لها مللاً ثم فضولاً، لِما تحول شعورك لشيء أعمق؟ كانت خفيفة الظل ورقيقة المشاعر ولم تستطع كسر خاطرها، هل تضحك على نفسك؟ لا أود التراجع في المسار الزمني لتعديل فعل ما،
العشرينات
ماذا يعني عقد العشرينيات من حياة الشاب هنا؟ إنه مقبرة الأحلام ومدفن الطموحات، إنه العمر الذي ستعرف فيه حقاً أن كل ما تمنيت إنجازه لن يتحقق بسبب ضعف الأحوال وسوء الأموال وأن كل ما تستطيع عمله هو التفوه بالأقوال!
وأنت ماذا تشعر حيال نفسك؟
أشعر وكأنني بيت عتيق تركه أصحابه وملئه التراب.. وجده أحدهم ونظفه واضعاً به الأثاث والديكور ثم أحرقه.
هل شعرت يوماً بأنك طيف تائه؟
لم يحدث شيء سوى أن قلبي تفتت، لكن الأيام ستُصلح ذلك قريباً... لم يحدث شيء سوى أن سرى السم في شرايين قلبي كما تسري الحية بين الأحراش، إنه ليس كسم العالم الذي نعيش فيه وبه، بل أكثر ذاتية، واشتعالا... تخيل نفسك تقف أسفل ركام متداخل من المتاعب، جاحظ الأعين، تمد يديك في الفراغ كمحاولة يائسة منك للدفاع، البعض ينظرون لك بلا شفقة ولا عطف، فقط يراقبون ما سيحدث، وهناك أيضاً مَن يتهامسون ضحكاً فيما بينهم، أما الغالبية فلا يكترثون بك
من الخارج إلى الداخل
تتدفق الكلمات على الورق، وتفيض الأفكار داخل رأسي، وتنبض المشاعر الدفينة من جديد.. كل شيء يأتي دفعة واحدة وكأن العالم بأسره يتآمر عليّ.. جميعهم يُظهرون لي المشكلات والمعوقات والأحزان وكأنني سلة مهملات الدنيا.
نصف عبثي
مرحباً بك يا عزيزي مرةً أخرى بعد طول غياب. هل لاحظت غيابي أم لا؟ لا أظن ذلك، لأنك تعيش حياة في أيامك ولست مثلي، فأنا لم يتغير فيّ شيئاً منذ أخر لقاء. أتذكره؟ أم أنك نسيته أيضاً! لك الحق في ذلك، فمن أنا حتى تتذكر حديثي أو تشتاق لكلماتي.. هكذا نحن البشر يا أخي الحبيب، لا نرافق أحدهم إلا للمنفعة فالحياة أصبحت سريعة والبشر كُثر، فما الذي يجعلني أتابعك أنت وأترك الآخر الذي ينشر ميمز أو عبارات حب قصيرة تجذب
لماذا يُصيب الزهايمر العقل وليس القلب؟
ليت داء الزهايمر يُصيب قلبي المضمور بين ضلوعي بدلاً من عقلي الواعي.. ليته يأكل شعوري بدلاً من أفكاري.. ليته يدمر كل ما هو مُتعالي بدلاً من ذكرياتي.. لا أريد المزيد من الوقت كي أوضح علة أفعالي.. لا أريد أحكاماً ولا تشجيعاً.. لا أريد عاماً جديداً كي ابدأ صفحة بيضاء.. بل أريد سنة مستعملة.. قديمة.. مليئة بالحيوية والنسيان.
سراب الانترنت
اقرأ منشورات الفيسبوك وأتصفح التغريدات على تويتر.. أشاهد الريلز في إنستجرام وأتابع الفيديوهات القصيرة على التيك توك.. جميعم متشابهون.. نفس التفاهات.. يتكرر الكلام.. وتُعاد نشر المقاطع.. أرى الزيف والبغض.. تفوح رائحة الشهوة.. تتزايد أعداد الأطفال.. تتكون الأفكار الغبية.. كيف نسأل عن المستقبل ونحن ندمره؟ كيف نتطلع للحياة ونحن نشوهها؟
نهاية العام
انتهى عام آخر، وانتهت معه قصص عدة، واستُنزفت فيه مشاعر لا حدود لها، ولم أنجز أي شيء ذا قيمة تقريباً طوال السنة! في هذا الصباح، وجدت عندي بعض الإشعارات الهامة، منها مثلاً: - تنبيه! تم تآكل جزء من عقلك الواعي، وذلك قد يضر ببقية جسمك. - تنبيه! أوشكت المشاعر الجميلة على النفاد، يجب إعادة شحن قلبك. - تنبيه! عثرنا على بقع سوداء مظلمة غير محددة الشكل، من الممكن أن تضر بحياتك. - تنبيه! هناك ضعف في الهارد وير الخاص بك،
لماذا تبكي؟
أتبكي على فقد أم حرمان؟ أتبكي شفقة أم حزن؟ لا معنى لبكائك هنا، لأن ذلك لن يمنع الخراب، ولن يُقلل من بؤسك.. العالم لا يتآمر عليك ولا أنت شخص سيء لهذه الدرجة، إنه القدر! هو الذي جعلك تكون هنا وفي هذا الزمن تحديداً، وبين هؤلاء الأشخاص الذين هم السبب الرئيس في بكائك. تباً للحظة الوعي، تلك التى تُشعرك وكأنك في قمة إيفرست من هول إحتواء الأفكار، ومن ثم تتذكر أنك تجلس على أرضية خشنة باردة، وتتوسد ما هو أكثر غلظة..
صباح اليوم
في غرفتي، أرقد على سريري في الديجور، فقط إضاءة شاشة هاتفي، الذي أكتب عليه هذا الكلام، يتحرك إصبعي ببطء على لوحة المفاتيح، يلمس مكان الأحرف، فتظهر على الشاشة.. شيء بسيط وسهل واعتيادي بالنسبة للكثيرين، لكن بالنسبة لي فهو فعل يستحق الثناء. هدوء مؤقت، فما هي إلا سويعات ويبدأ صخب العالم، اعتدل في جلستي، وأرمق النافذة المغلقة بإحكام، ثم الباب المؤصد، ثم أتحسس مكان الأحرف كي أسكب مشاعري في صورة 01
أمام المرآة
أنظر له في المرآة.. يبدو غريباً مُغترباً.. ومع ذلك أجد نظراته حادة غير زائغة.. النظر إليه لمدة طويلة يكاد يفتك بعقلي.. أراه يقف صامداً، لكنه حزين.. أظنه يود قول شيئاً ما، لكنه تراجع، وكأن الكلمات وقفت في حلقه مثلما توقف قطار الحياة في عمره.. أغمض جفنيه وفتحهما بسرعة، كالسرعة التي يتجاوز بها آلامه، ليتمكن من تحمل المزيد.. يرتدي ملابس بلون تلك المادة داخل جمجمته.. يحرك يديه ببطء مثل سحاب ليالي ديسمبر.. وتضيق حدقة عينه، مثلما ضاقت به الدنيا وجاء هنا
خاطرة قديم
أشرقت آخر شمس في العام، وأنا على فراشي، ممسكًا بهاتفي، أتجول بين المنشورات التافهة تارة والمعقدة تارة أخرى، وكأنني أبحث عن انعكاسٍ لما يدور في داخلي. البرودة تسري أسفل ظهري، والهدوء يعم البيت، والأنوار جميعها مغلقة، كأن العالم يهمس لي: "توقف قليلاً، أنصت للصمت". يا لحظي السعيد! الهدوء... الظلام... البرودة... الإنترنت... والأهم من ذلك الصحة. ربما هي دعوة خفية لأتأمل نعمة البساطة، تلك اللحظات التي لا تطلب منك شيئًا سوى أن تكون حاضرًا. ماذا سأريد أكثر من ذلك؟ أشعر بالرضا
تساؤلات
هو أنا ليه متعلمتش؟ ليه عقلي مش قادر يتجاوز؟ ليه كل حاجة بتيجي ف بالي لما بشوفها؟ ليه بحس ببلل على المخدة قبل ما أنام؟ ليه كل الريلز اللى بتظهرلي بتفكرني؟ ليه كانت قاسية معايا للدرجة دي؟ ليه أنا اللى المفروض اسعى دايما للقرب والتقرب؟ ليه بنعطي الإهتمام للأشخاص الغلط ونندم؟ ليه المشاعر الحلوة دايما مؤقتة وقصيرة؟ ليه بنظهر ساعات خلاف اللى جوانا بدون سبب؟ ليه القلم جف من قبل حتى ما أكمل الصفحة؟ ليه خفت لما جت الفرصة؟ ليه
صارحني!
صباح اليوم، نشرتُ رابط "صارحني"، وهو موقع إلكتروني لإرسال واستقبال رسائل مجهولة الهوية. ومع حلول المساء، لم أتلقَّ أي رسالة. راودني الشك بأن هناك عطلاً في الموقع أو ما شابه، لكني تأكدتُ من عدم وجود أي مشكلة. فلماذا لم يُرسل لي أحدهم شيئاً كما حدث العام الماضي مثلاً؟ أحقاً كانوا معي وذهبوا، أم أن وجودهم من البداية كان مزيفاً؟ هل كانت كلماتهم نابعة من القلب، أم أنها كانت مُنمقة بالورود والقلوب الحمراء فقط؟ إنني لم أُرسل رسالة زائفة لأحدهم قط،
نص خاص
كان ينظر إليَّ بثبات وتحدٍّ، أما هي فكانت تنظف الأرضية بلا مبالاة. وفجأة تحرك مسرعًا باتجاهي وهجم على قطتي الصغيرة، ونهش لحمها. صرخت بقوة، وصرخت معها متوسلًا أن يتركها، لكنه بدلاً من ذلك أكمل اقتحامه لجسدها وأكلها كلها بشهوة. أما هي فكانت ترمق المشهد من بعيد. خلال ثوانٍ، كان قد انتهى منها، ولم يبقَ سوى قطرات من الدماء المتناثرة. التفت للخلف وأكمل تواصله البصري معي، لكن هذه المرة كانت نظرته أكثر قسوة. وبسرعة البرق، وجدته يقبض بفكيه الضخمين على قدمي