Hassan Abdel Hadi

IDK

80 نقاط السمعة
4.48 ألف مشاهدات المحتوى
عضو منذ
1

امتحان

تبقى دقيقة واحدة فقط قبل أن أُوزّع الأوراق. قال الملاحظ وهو يتفقد دفتر الحضور أمامه، متوقفًا عند فراغ بجانب اسم أحد الطلاب، ثم صاح بصوت عالٍ: «من منكم نسي كتابة اسمه؟» لم يجب أحد. عندها أدرك أن أحدهم لم يحضر. سمع الفتى كلمات الممرضة: «اذهب الآن إلى امتحانك، أمك بخير وستفيق من البنج بعد ساعات قليلة.» فانطلق مهرولًا عبر الطريق من المستشفى العام إلى المدرسة، وبعد دقائق جلس أمام ورقة امتحانه، يجيب عنها بدقة ووضوح. والآن، ها هو يروي قصة
4

وبعدين؟

لما كنتُ طفلاً في المرحلة الابتدائية، كنت أحلم بأن أصبح ممثلاً، لكن ذلك الحلم تلاشى بسهولة. ثم في المرحلة الإعدادية تاقت نفسي إلى أن أكون مهندساً، فسعيت إلى ذلك بطرق شتى، غير أنّ الحلم انطفأ هو الآخر، لكنه ترك في داخلي وجعاً أكبر، إذ كنت قد علّقت عليه آمالاً واسعة. وبعد أن دخلتُ متاهة الثانوية العامة، ومع بدايات القراءة وتقلّبات المراهقة، لم أعد أرغب في شيء على الإطلاق. وقبيل دخولي الجامعة بدأت بكتابة مقالات صغيرة، ثم خواطر ذاتية ما لبثت
5

نص ميت

نفدت المياه، فجفّ حلقي، وبعد عدّة شوارع امتلأت تجاويف وجهي بالتراب، فكتبت: غالبًا ما يكون التجمّع أكثر إثارة من الوحدة، والوجود أقوى من العدم؛ فالسكون مملّ، قاسٍ، ناتج عن جرحٍ عميق أو عن إدراكٍ عظيم. سؤالٌ يكرّره عقلي دائمًا، ويضعه اللاوعي تحت سجادة التفكير: لماذا يكرهني الجميع؟ الرجال والنساء، الشيوخ والأطفال، المعلّمون والطلبة.. حتى القطط لا تأنس بي، وتهرب منّي حال رؤيتي! أإلى هذا الحدّ أنا.....؟ لا أعرف ماذا أقول عن نفسي، وبأيّ تعبير أصفها؟ هل تعرف ذلك الإحساس حين
1

أخر فجر

على سريري محتضناً وسادتي في أخر سويعات شهر يوليو العافي أحاول ملاحقة سيل أفكاري تتقافز وكأنها أسماك تفر من صيادها أتثائب في الرابعة فجراً وأكره شعور الخوف أتألم من الانتظار أخاف شعور الحب وانتظر ظهور الأمل أحب لحظات الحياة وأملي في الوجود حادث حييت أياماً وعشت دهور تراه رائقاً كالحليب أو لزجاً كالعسل حدوثي مفعول وقدري مولود عبثيته مرئية وقدمه أزلي ونهاره لحظة وليله سرمدي
1

بلا عنوان

تقف أسفل ركام متداخل من المتاعب، جاحظ الأعين، تمد يديك في الفراغ كمحاولة يائسة منك للدفاع، البعض ينظرون لك بلا شفقة ولا عطف، فقط يراقبون ما سيحدث، وهناك أيضاً مَن يتهامسون ضحكاً فيما بينهم، أما الغالبية فلا يكترثون بك من الأساس، فهم في شُغلٍ فاكهون.. وأنت تحاول ألا تُظهر رعشة أطرافك، ولا ترفع رأسك، كي لا تسقط دموعك الحارقة من غددها... تعض على شفتيك بقوة في إشارة بأنك تكتم الكثير من الكلام والتعبيرات التى لا ينبغي إظهارها، وربما أيضاً تُخفي
2

عشرة دقائق!

لقد انتهيت! لكن باقي عشرة دقائق على الخروج الترقب يملئ الغرفة تهتز قدماي بلا توقف أنظر في الساعة مُترجياً عقاربها في الإسراع يتحرك بصري في جميع الإتجاهات بلا هدف أرغب في الخروج من هنا بأسرع وقت سئمت الإنتظار ألقيت نظرة على الباب وممر الخروج ثم وجهته للساعة مرة أخرى أوقفت قدماي عن الحركة اتصبب عرقاً أغلق جفوني بإرهاق أشعر بثقل الهواء في المكان وضيق تنفس أستنشق كمية كبيرة من الأكسجين داخل صدري وأخرجه بهدوء لتهدئة نفسي قليلاً مر خمسة دقائق
1

عصفور

في البداية، وجدتك عصفورًا ميتًا، ولم أُعر الأمر كثيرًا من الاهتمام، فأكملت طريقي. لكن بعد دقائق، شعرت بشيء تحت قدمي، وحين نظرت، رأيت دماءك. توقفت لوهلة، وشعرت بالاشمئزاز، ثم خطر في ذهني سؤال: هل كنتَ عاجزًا، وأنهيتُ آلامك؟ أم كنتَ تحاول الطيران، وأنا حرمتك منه إلى الأبد؟ لن يُجدي اعتذاري لك نفعًا، بعدما شعرتُ بنبض قلبك الصغير يخفق تحت قدمي، وأنا أدهسك. لماذا لم تنظر إليّ حينها؟ لماذا لم تحاول المقاومة؟ أكنتَ ضعيفًا إلى هذه الدرجة، يا عصفور؟ أم أنك
0

الحفلة

ذهبت إلى الحفلة مع صديقي على مضض حيث أنه اقنعني بذلك بعد عناء، لأننا من أعضاء مجلس إدارة الشركة. سنذهب نلقي السلام على الرئيس وأصدقائه ونبتسم في بعض الوجوه ثم نعود أدراجاً، ما الضير في ذلك؟ كان كقصور الملوك في المسلسلات القديمة. ومن الداخل كانت النساء ورجالهن يمرحون ويطربون على معازف الملائكة وفي زهو كان يجلس رئيس الشركة مع بعض الأشخاص الذين لا ينقصونه إنحطاطاً أقصد مكانةً شريفة في المجتمع، هكذا علمنا أن نذكر في الشيء كل ما هو غير
0

شوية آلهة

- لماذا تنظر لجميع الآلهة بإشمئزاز؟ = ألا تعرف أنهم مجرد أوهام.. أنتم مَن صنعتم تلك التماثيل البرونزية والذهبية... إلخ - أجل، وماذا في ذلك؟ = ومع ذلك تدعون أنهم تخلق وتعدم وتميت وتحيا.! - عزيزي، إنها مجرد رموز ليس إلا = لكنكم تسجدون لها وتقدمون لها القرابين، وتقيمون لها الإحتفالات! - نعم وإذا كان معك إله ما تريد وضعه، فلا بأس في ذلك، ضعه هنا في المجمع، ربما يكون مفيداً.. = معي إله! بل هو الإله الأوحد ولا يوجد
1

نملتان

- صاحب المنزل لا يكترث لوجودنا أو بالأحرى لا يعلم به، وذلك لشدة صغرنا بجانب الآنية ومحتويات المطبخ الأخرى فما بالك بالبيت ككل... حياتك كبركة مياه فارغة تعتقدين أنها صممت خصيصا من أجلك! = كيف ذلك يا عزيزتي، وهو يضع لنا الطعام يوميا باهتمام، ويرعانا، لولا هذا البيت لكنا متنا بالخارج بسبب الحر الشديد أو دهسنا أحد المارة بقدمه، لماذا أنت جاحدة بالمعروف هكذا؟ - إنه لا يضع لنا أي شيء، إن المالك لو علم بوجودنا أو لمحنا صدفة سيهشمنا
2

اللغة

الطبقة الأرستقراطية في مصر، أو (الناس المبسوطين) مثلما يقول المصريين، يستخدمون اللغة الإنجليزية بكثرة في إستبدال واضح للعربية، فالأطفال في المدارس يدرسون بها وقوائم المطاعم مكتوبة بها، وأسماء المحلات التجارية أيضاً. أسماء الملابس والأطعمة والأماكن وهلم جرا ... كل هذا يكون بلغة الفرنجة عند الطبقة الغنية مادياً وثقافياً. وبين مؤيد ومعارض نحاول نحن كباحثين إستقراء المشهد من أعلى، متجنبين الإنحيازات التأكيدية والمغالطات المنطقية والإنتماءات الأيديولوجية. نرى أن المؤيدين هم أنفسهم المستخدمين لها أو الذين ولدوا في بيئة، وربما المستفيدين من
1

قطة 🐈

كانت تمشي بلا هدف هنا وهناك بين الأرجل وأسفل المقاعد، عيناها ملونة، لونها برتقالي، متوسطة الحجم، حاولت الإقتراب منها لكنها لاحظت ذلك وابتعدت مسرعة، ظللت اترقبها وأتابع خطواتها إلى أن سنحت الفرصة وجاءت أمامي وقبل أن تندس أسفل المقعد، انقضضت عليها وامسكتها بكلتا يداي من ظهرها وبطنها، وبمجرد أن رفعتها عن الأرض، أصدرت صوتاً مزعجاً نبه الجالسين إليها وإليّ، وبخفة وسرعة أدارت جذعها ونهشت يدي اليمنى بمخالبها الحادة، فتركتها في الحال متألماً و مبتسماً حتى لا يقولون عني هيء وميء
1

إشراقة البدايات

كانت بداية مثيرة، ففي غضون سويعات كنا "أصدقاء" ونعرف الكثير عن بعضنا البعض، نتشابه في معظمها ونختلف في بعضها، ابتسم عند سماع صوت الاشعارات، لا أحس بمرور الوقت أثناء الحديث، اتحرى شوقاً لسماع صوتها، أكتب ما يجعلها تضحك أو تبتسم، أراني أمارس الحيل الكلامية مرة أخرى، نتسامر إلى مطلع الفجر، أخذني الذلل بالحنين إلى ذلك الشعور القديم، وفي لحظة إشراق مني، أفصحت بأن كل منا مجرد حالة فراغ بالنسبة للآخر، لذا يجب التوقف. حينها أنتابني إحساس موحش، لكني لم أشعر
2

عن الوحدة

وحدي، أرتاد المطاعم والكافيهات، وحدي، أذهب للجامعة وأعود، وحدي، أجلس في غرفتي الباردة، وحدي أكل وأشرب، وحدي، أدرس واكتب خواطري لذاتي بأناي، عرفت أناس كُثر، مكاتباً ومخاطباً، وفي أغلب الأحيان تكون الهوة بيننا كبيرة، لذا لم أنتمى لهم، اللهم إلا ثلاثة أو أربعة فقط هم مَن شعرت معهم حقاً بأنني على راحتي وكأنهم شاطروني الرحلة، وهم أيضاً تركوني وتركتهم لا لشيء، فقط لإنشغالهم بأمور الحياة الدنيا، سأقابل غيرهم ولن أنساهم فهم نادرون مثلي، يقال أن الجواهر تتلاقى، إنهم حقاً جواهر
0

رأيي في العربية

أدرس بالعربية، اقرأ الكتب بالعربية، أتحدث مع الآخرين بالعربية (العامية المصرية)، واكتب ما بداخلي بالعربية أيضاً، فلماذا إذن أكره هذه اللغة عتيقة المعاني وغنية المفردات؟ سؤال صعب، بحثت له عن إجابة شافية داخل رأسي فلم أجد، لكن سأحاول التكهن معك. ربما لارتباطها بتاريخ حافل بالدماء والبغض، وعدم وجود مستقبل لها بين البلدان، ربما لأنني كرهت النحو والصرف عندما كنت صغيراً، وربما أيضاً لمحورية اللغة في الايديولوجيات المحيطة بي والتى اتمنى تركها في يوم من الأيام، أسباب عدة تراكمت عندي لتكون
3

تباً للحياة

بعد أن رحب بي، سألني باهتمام مفتعل: أليس لديك أي موهبة؟ فأجبته بابتسامة حرج: لا للأسف. أردف قائلاً: تمثيل، غناء، رسم، أي شيء؟ زاد حرجي خصوصًا مع تدخل أحد الجالسين في الحوار، لكن إجابتي لم تتغير . سألني مرة أخرى: لِما؟ تعجبت من السؤال، لكني فهمت أنه يتعمد وضعي في هذا المكان وفي هذه الحالة، حاولت لمام شتات نفسي ثم أجبته محاولاً التماسك ومُدعياً للهدوء: اممم لا أعرف! وبعدها تمتمت بكلمات غير مفهومة وخرجت من مكتبهم. إنه ليس أول موقف
2

الرَّجُلُ الَّذِي تُرافِقُه الفَلسَفةُ لا يَمُوتُ أبَدًا

لطالما طُلب مني أن ترشيح أفضل الكتب للقراءة الأولية في الفلسفة تحديداً لغير المتخصصين.. واليوم سأذكر لكم قائمة بأهم الكتب المقترح قراءتها إذا كنت مبتدئ أو تريد المطالعة. يجب الإشارة إلى أنه تم مراعاة توافر جميع الكتب على شبكة الإنترنت حتى يتمكن مَن لا يستطيع شراء الكتب الورقية من القراءة.. ويجب التنويه بأن الكتب التى بالقائمة هي من تفضيلي الشخصي وغير مُرتبة بحسب الأهمية أو تاريخ النشر او أي شيء آخر... 1. المدخل إلى الفلسفة - أزفلد كولبه 2. عرض
4

ليه كده؟

منذ مدة طويلة لم تمسس يداي القلم، أشعر وكأنه أصبح غريباً عني، لا أعرفه، وهو لا يريدني، أظنه لا يمنح نفسه إلا للناجحين، وأنا لم أنجح! أقسم أنني حاولت في أشياء كثيرة وبطرق عديدة لكني لم أُوفق، أقصد أنني فشلت، لن أُجمل الكلام، لقد فشلت في العلاقات.. فشلت في الدراسة.. فشلت في الشغل.. فشلت في تحقيق الذات.. فشلت في القيادة، وفشلت في الخدمة أيضاً. في الماضي، كنت أنظر بإستياء إلى الرجل الذي يُخرج ما به من غضب على زوجته مثلاً
1

أنا ؟!

أنا غير صالح للحياة وغير قابل للجوار.. لست ودود ولا حافظ... دائماً ما أكون في المكان الخاطئ في الوقت الخاطئ وأفعل كل ما هو خاطئ... لا أجيد التحدث برسمية ولا أمتلك ذهناً حاضراً في المقابلات المهمة... أنا سيئ لأبعد الحدود...
1

هل كان هناك داعي لكل هذا؟

عندما جاء اليوم الذي تسمرت فيه أمام شاشة المحادثة وهي فارغة، تذكرت أول مرة رأيتها هكذا قبل بدء حديثي معها.. قبل ارتسام الإبتسامة بين جنبات وجهي.. قبل إرسال أول رسالة صوتية لها وقبل أول رمز تعبيري تُرسله.. تذكرت ما قبل كل شيء.. ثم سألت نفسي، لماذا؟ لقد كنت تكتب لها مللاً ثم فضولاً، لِما تحول شعورك لشيء أعمق؟ كانت خفيفة الظل ورقيقة المشاعر ولم تستطع كسر خاطرها، هل تضحك على نفسك؟ لا أود التراجع في المسار الزمني لتعديل فعل ما،
2

العشرينات

ماذا يعني عقد العشرينيات من حياة الشاب هنا؟ إنه مقبرة الأحلام ومدفن الطموحات، إنه العمر الذي ستعرف فيه حقاً أن كل ما تمنيت إنجازه لن يتحقق بسبب ضعف الأحوال وسوء الأموال وأن كل ما تستطيع عمله هو التفوه بالأقوال!
0

وأنت ماذا تشعر حيال نفسك؟

أشعر وكأنني بيت عتيق تركه أصحابه وملئه التراب.. وجده أحدهم ونظفه واضعاً به الأثاث والديكور ثم أحرقه.
2

هل شعرت يوماً بأنك طيف تائه؟

لم يحدث شيء سوى أن قلبي تفتت، لكن الأيام ستُصلح ذلك قريباً... لم يحدث شيء سوى أن سرى السم في شرايين قلبي كما تسري الحية بين الأحراش، إنه ليس كسم العالم الذي نعيش فيه وبه، بل أكثر ذاتية، واشتعالا... تخيل نفسك تقف أسفل ركام متداخل من المتاعب، جاحظ الأعين، تمد يديك في الفراغ كمحاولة يائسة منك للدفاع، البعض ينظرون لك بلا شفقة ولا عطف، فقط يراقبون ما سيحدث، وهناك أيضاً مَن يتهامسون ضحكاً فيما بينهم، أما الغالبية فلا يكترثون بك
2

من الخارج إلى الداخل

تتدفق الكلمات على الورق، وتفيض الأفكار داخل رأسي، وتنبض المشاعر الدفينة من جديد.. كل شيء يأتي دفعة واحدة وكأن العالم بأسره يتآمر عليّ.. جميعهم يُظهرون لي المشكلات والمعوقات والأحزان وكأنني سلة مهملات الدنيا.
2

نصف عبثي

مرحباً بك يا عزيزي مرةً أخرى بعد طول غياب. هل لاحظت غيابي أم لا؟ لا أظن ذلك، لأنك تعيش حياة في أيامك ولست مثلي، فأنا لم يتغير فيّ شيئاً منذ أخر لقاء. أتذكره؟ أم أنك نسيته أيضاً! لك الحق في ذلك، فمن أنا حتى تتذكر حديثي أو تشتاق لكلماتي.. هكذا نحن البشر يا أخي الحبيب، لا نرافق أحدهم إلا للمنفعة فالحياة أصبحت سريعة والبشر كُثر، فما الذي يجعلني أتابعك أنت وأترك الآخر الذي ينشر ميمز أو عبارات حب قصيرة تجذب