وحدي، أرتاد المطاعم والكافيهات، وحدي، أذهب للجامعة وأعود، وحدي، أجلس في غرفتي الباردة، وحدي أكل وأشرب، وحدي، أدرس واكتب خواطري لذاتي بأناي، عرفت أناس كُثر، مكاتباً ومخاطباً، وفي أغلب الأحيان تكون الهوة بيننا كبيرة، لذا لم أنتمى لهم، اللهم إلا ثلاثة أو أربعة فقط هم مَن شعرت معهم حقاً بأنني على راحتي وكأنهم شاطروني الرحلة، وهم أيضاً تركوني وتركتهم لا لشيء، فقط لإنشغالهم بأمور الحياة الدنيا، سأقابل غيرهم ولن أنساهم فهم نادرون مثلي، يقال أن الجواهر تتلاقى، إنهم حقاً جواهر نادرة، لكنني لست جوهرة، فالعدم يعيش فيّ متأصلاً بغريزة تطورية، شئت أم أبيت فهو آتٍ لا محالة، أما في الفترة الراهنة فلا أدري ماذا يفعل المرء كي يكون سعيداً .. التجارب وحدها كافية بالإجابة على هذا السؤال.