كانت بداية مثيرة، ففي غضون سويعات كنا "أصدقاء" ونعرف الكثير عن بعضنا البعض، نتشابه في معظمها ونختلف في بعضها، ابتسم عند سماع صوت الاشعارات، لا أحس بمرور الوقت أثناء الحديث، اتحرى شوقاً لسماع صوتها، أكتب ما يجعلها تضحك أو تبتسم، أراني أمارس الحيل الكلامية مرة أخرى، نتسامر إلى مطلع الفجر، أخذني الذلل بالحنين إلى ذلك الشعور القديم، وفي لحظة إشراق مني، أفصحت بأن كل منا مجرد حالة فراغ بالنسبة للآخر، لذا يجب التوقف. حينها أنتابني إحساس موحش، لكني لم أشعر بالندم، وتذكرت أن اقتلاع الزهرة الفاسدة سريعاً أصلح للتربة من تركها تنمو وتُفسد باقي المحصول.
إشراقة البدايات
كان كل شيء سريعًا، دافئًا، يشبه المطر الأول بعد صيف طويل. كنا نضحك كثيرًا، نكمل جمل بعضنا، ونعتقد أننا التقينا أخيرًا بمن "يفهم". لكنني، كما فعلت أنت، انتبهت في لحظة ما أن هذا الشعور الجميل ليس إلا مسكنًا مؤقتًا لوحدة داخلية، لا أكثر.
أذكر تمامًا تلك الليلة التي قررت فيها أن أضع حدًا. قلبي انكمش، وكان القرار قاسيًا، لكن الصدق مع النفس أقسى إن تأخر. تألمت، نعم، لكنني لم أندم. تعلمت أن بعض العلاقات تبدأ لتوقظ شيئًا بداخلنا، لا لتستمر.
والأهم، أنني تعلمت الفرق بين من يملأ وقتك، ومن يملأ قلبك دون أن تحاول.
التعليقات