هل شعرت يوماً أن ما بذلته مفتقر تماماً إلى الجهد؟ لنقل ببساطة أمراً مبتذلاً تفعله رغماً عنك كي تشعر ببعض من الإنجاز، وتبعد بعض الشعور السيء عن نفسك، أمراً تفعله كي لا تقتلك مرارة فراغك وعدم قيامك بشيء، أمراً لربما جيداً كاستمرارية هادفة، أو ببساطة مشكلاً تفاهة غير جيدة.

ذلك حقيقة ما أشعر به تجاه كتاباتي السابقة في هذه المدونة، والأمر مضحك للغاية، فقد كانت فترة الثانوية بالنسبة إلي فترة مقرفة على حد التعبير، ممتلئة بأمور قاتمة لا تشبهني أبداً، مكتظة، وكنت مازلت أضيف المزيد والمزيد على فوضى الاكتظاظ تلك، علّي أخفف بعضاً من غربة النفس، وكانت كتاباتي السابقة في هذه المدونة، كذلك. حبر مرمى على ورقة، أو بالأحرى مجموعة من الألوان الثقيلة الغير متناسقة، التي ترمى بفظاظة على الحائط لتلتصق به، ولا تشكل أي جمال للفنان، لكنها تقلل مدى شعوره بالسوء تجاه نفسه.

وهكذا يا أعزائي، إنني أنعي تفاهة ذلك، بعد انتهائي من فترة كما أسميتها "مقرفة" وإنني على صدد كتابة ما يشبهني حقا.