Mina Ashraf

19 نقاط السمعة
646 مشاهدات المحتوى
عضو منذ
1

"نبض مفقود"

الفصل الأول: كل زاوية تذكره بها: رائحة العطر، صوت الضحكة القصيرة، حتى صوت الأطباق عند تنظيفها. فقدها جاء فجأة، كعاصفة تهب دون مقدمات، تاركًا قلبه مكسورًا وروحه في صراع دائم مع فراغ لا يمكن ملؤه. كل يوم كان يقف أمام مرآة، يبحث عن أي أثر لها في وجهه، في صوته، في تصرفاته… لكنه لم يجد سوى ظلها المشتت في عينيه. جلس ساعات في غرفته يحاول أن يفهم لماذا رحلت، لماذا لم تبقَ لتخفف عن قلبه الألم. كل شيء حوله كان
4

"أعمق من الصمت"

الفصل الأول: الغرفة مش كبيرة… بس ضيقة. مش لأن مساحتها صغيرة، لكن لأن الهوا فيها تقيل. كل نفس باخده بيرجعلي أبطأ، كأنه عالق في صدري، مش عايز يخرج. الحيطان ناعمة، بيضا كأنها جديدة، بس كل يوم بحس إنها أقرب. كأنها بتتنفس معايا… تديق وأنا أديّق. السرير معدن، بيتزيق مع كل حركة، والمرتبة ناشفة زي لوح خشب. أنا مش عارف أنا هنا بقالى قد إيه. يمكن أيام… يمكن شهور. كنت زمان بحسب بالوجع، بعدد المرات اللي راسي خبطت فيها الحيطة. لكن
1

"مذكرات ظل"

🎙️ [تسجيل 1 – الساعة 6:18 مساءً] أنا كنت قاعد في الأوضة، ساند ضهري كأن الأرض مش مستنية مني حاجة. الجو حر، والريحة فيها دخان، والسماء باهتة كأنها تعبت من الصراخ. جنب محل مقفول، شوية شباب واقفين حوالين موبايل صغير، صوت مذيع بيقرأ أخبار، وصوت انفجار بعيد لسه بيرن في الهوا. واحد فيهم كان بيكلم صاحبه، صوته مكسور، وعينيه محمرة من البكا. وبعدها بشوية، سمعته بيزعق: "إيه النت ده!؟ فصل تاني؟!" ضحكت في سري… ضحكة طلعت من غير طعم. وقلت:
5

"الوحدة مش بس حواليا دي جوايا"

مفيش حد بيحس، ولا بيسأل، ولا بيشارك. بس المشكلة الأكبر؟ إن حتى أنا… مش موجود زي زمان. زمان كنت بضحك، أزعل، أزعل بجد، أفرح من قلبي. كنت أحس بالحاجة وهي بتحصل… دلوقتي كل حاجة بتحصل، وأنا بتفرج كأني مش فيها. أنا لوحدي في تعب بيهدّني… ولو فرحت، بتكتمها جوايا كأني بخاف عليها تتكسر لو خرجت. أنا حتى لو عيطت، العياط بيبقى صامت… زيي. الناس بتعدي، الشارع بيعدي، والأيام بتعدي… وأنا؟ واقف مكاني… جوا جسمي… بس مش عارف أنا مين. أوقات
2

"وكنت انا فاكرها البداية"

المقدمة: لم يكن مختلفًا عن الآخرين... عيونه كانت ترى مثلهم، يديه تتحرك، ونبضه لا يزال يُسمع في صمت الليل. لكنه لم يكن "هنا" تمامًا. كل شيء فيه كان يشبه الحياة، إلا الحياة نفسها. كان يمشي وكأن الأرض ترفض خطواته، وكأن الهواء حوله لا يريد أن يُستَنشق. لا يبتسم كثيرًا، ولا يتحدث إلا حين يُجبَر. صوته منخفض، كأنه يعتذر عن وجوده. في عتمة غرفته، لا تُسمع إلا صوت تنفسه المتقطع، وكأن صدره يُقاوم كل نفس، كأن كل شهيق حرب، وكل زفير