نفدت المياه، فجفّ حلقي، وبعد عدّة شوارع امتلأت تجاويف وجهي بالتراب، فكتبت:

غالبًا ما يكون التجمّع أكثر إثارة من الوحدة، والوجود أقوى من العدم؛ فالسكون مملّ، قاسٍ، ناتج عن جرحٍ عميق أو عن إدراكٍ عظيم. سؤالٌ يكرّره عقلي دائمًا، ويضعه اللاوعي تحت سجادة التفكير: لماذا يكرهني الجميع؟

الرجال والنساء، الشيوخ والأطفال، المعلّمون والطلبة.. حتى القطط لا تأنس بي، وتهرب منّي حال رؤيتي!

أإلى هذا الحدّ أنا.....؟

لا أعرف ماذا أقول عن نفسي، وبأيّ تعبير أصفها؟

هل تعرف ذلك الإحساس حين تحتضن شيئًا بكل حب وثقة وفرح، ثم تشعر بأشواك تخترق لحمك، فلا تستطيع الصراخ من شدّة الصدمة؟

إمضاء: شابٌ همّام، يضيق صدره ذرعًا بما يعتمر فيه من آلام.