ربما أطلت العنوان قليلاً لكن هذا شعوري حقاً، روحي غائبة في مكان آخر تماماً ضائعة بين طيات الحياة وكلما استيقظت من نومي وعدت له أشعر وكأنني آلة تتحرك، يومي كله عملي بدون أي كلمة تقال أو مشاعر تُعبر أو ضحكة تصدر من سعادة حقيقية ومنذ زمن ليس ببعيد بدأت ابحث عن ذاتي وبدأت تدور تلك الأسئلة التي عجز الإنسان منذ القدم أن يجد لها جواباً وفي زوبعة من التفكير لم أصل لنتيجة بعد، لكنني أشعر كشعور من كان أعمى منذ الولادة وعاد له بصره بمعجزة وبدأ يستكشف ما حوله، بدأ يرى حقيقة من حوله وحقيقة نفسه ولأول مرة يرى أن الأصوات التي تصدر من أناس بتلك الرقة كان أصحابها ليس كما رسمهم في مخيلته واضطر لأن يحذف ما كان في باله عنهم ويضع الحقيقة مكان الخيال، ولم يكن ذلك سهلاً! أشعر حقاً أنني أعيش في هذه الفترة في جحيم الوعي وربما ما يجعلني أكثر صبراً أنني وجدت أناس كنت أظنهم سطحيين وربما تافهين في ذاتي القديمة أفضل من أقرب الناس إلي ويريدون لي خيراً أكثر من أقربهم ولكن أواجه زوابعاً من الأفكار الهائلة التي تثقل كاهلي وتُبهت ملامحي وتخفي ابتسامتي حيث اكتشفت حقاً أنني لم أعش يوماً وأن كل ما مر فقاعة كاذبة وقد قررت ان ازيلها لأرى اللاشيء الذي في حياتي ولشدة فراغ روحي أصبحت القسوة عادة ومنهج، أدركت أنني أفهم ما يقال بلغة المشاعر ولكن لا أشعر بأي شيء وأنه من الأهون علي أن أعطي أي شيء ولكن المشاعر تهلكني تجعلني أشعر وكأنني ضعيفة وكأنني بحرب بلا سلاح، ولم اعرف يوماً أن كنت حقاً أحب أحداً حتى لو من صديقاتي أو عائلتي ولم أخف يوماً من من ماهو مخيف ربما الموت أو الفراق أو أي شيء اتخيله كأسوء شيء أشعر أنه لاشيء ولم أخف يوماً من أن أفقد أحد سواء من داخل عائلتي أو خارجها ولم يبكيني شيء يوماً سوى التعب وشعور واحد مسيطر علي ألا وهو الضياع وكأنني أعاني من رهاب المياه وتركت وسط البحر لا أعرف شمالاً من جنوب ولكن بعد كل هذا لا أعرف حقاً لماذا اكتب ولا اعرف إن كانت روحي تستنجد بأرواح واعية أم أنه مجرد كتابة لتفريغ ما بداخلي ولكن ليس في دفتر مذكراتي بل إليكم لعلي أجد من يفهم حقاً
روح غائبة عن جسد بقلب ميت
ما كتبتيه يعكس درجة عالية من الوعي الذاتي، حتى وإن بدا لك أنه مجرد تيه أو ضياع. كثيرون يمرّون بمثل هذا الشعور، لكنهم لا يستطيعون التعبير عنه بهذه الدقة
أما عن شعورك بأنك أشبه بالآلة، برأيي أحد أسباب مشكلتك قد ذكرته ببداية المساهمة، وهو أن يومك عمل فقط، غالبًا لأن يومك مملوء بالمهام المتكررة الخالية من المعنى الشخصي أو العاطفي. عندما يعيش الإنسان دون مساحة للتعبير عن ذاته، أو دون لحظات راحة حقيقية، يبدأ يشعر بأنه فقد إنسانيته تدريجيًّا.
الحل في إدخال عناصر بسيطة تُشعرك بأنك حاضرة بذاتك، كأن تخصصي وقتًا قصيرًا لنشاط تحبيه، أو لتدوين أفكارك، أو حتى لمحادثة هادئة مع شخص ترتاحين له.
أما الحالة التي أنت بها في العموم تجاوزتها عندما برمجت عقلي على التعامل مع الناس كما هم وليس كما يصورلي عقلي، عندما تقبلت أن ليس كل شيء يكون كما نتوقع أو نريد، فأزلت عنصر المفاجأة قدر الإمكان، ركزت على ذاتي وعززت معرفتي بها عن طريق الحديث معها عن طريق الكتابة وتدريجيا خرجت من هذه المرحلة لمرحلة أكثر استقرارا.
شكراً لك على تعليقك حقاً لأن ما ذكرته في النهاية قد يفيدني في حياتي حقاً وبالنسبة ليومي العملي لم اقصد انه بين عمل ونوم ولكن كانت ايامي فيها اصدقاء يتوقون لرؤيتي ونخصص اياما للقائنا واجلس معهم وامازحهم واتكلم ولكن لمجرد ان تنتهي جلستنا يعود الي الشعور ذاته ولو كنت بينهم اشعر حقاً بعدم الانتماء لأي مكان من الأماكن التي اعتدت عليها لتكرارها ولكن إلى يومي هذا ومنذ سبعة سنوات روحي لم تألفها وكأنها تأبى أن تنسب لمكان كهذا وللأسف لا يمكنني تغييرها ولطالما شعرت بهذا الشعور وهو أن من يحبونني هل يحبونني حقاً بروحي الضائعة ومشاعري المتناثرة أم يحبون من تظهر أمامهم قوية وكأن شيء لا يكسرها والتي تساندهم ولو كان الأمر يفوق طاقتها وعلى حساب ذاتها والتي لم تجرحهم يوماً لوجود قيم قد رسختها بداخلها بنفسها دون أدنى عناء من أحد وهناك فكرة تخيفني حقاً أن أصبح شخص ثقيل على من حوله وأن اصبح مزعجة لا تسبب سوى الضوضاء دون أن ادرك ذلك ولم اكن اتكلم ذلك الا عندما بدأت ادرك في أيامي الماضية أنني بدأت أميل للجمود والوجه الذي يصعب حقاً عند رؤيته ان تعرف أي شيء في مكنوناته ومع كل هذا الضياع يصعب علي حقاً أن اتعامل مع كل هذا الضغط مرة واحدة
أشعر بكِ تمامًا، وبالنسبة للقاءات تغيرت نظرتي لها، فلم يعد العدد هو الهدف بل أصبحت أنتقي العلاقات، التي تريحني ولا تمثل ضغط علي، العلاقات التي أجد نفسي بها، بخلاف ذلك أعتبرها صفحة وانطوت، أصبحت أركز على أن العلاقات ليس بعددها بل بقيمتها أكثر، لذا لم أعد أقع تحت نفس الضغط السابق الذي كنت أتعرض له بسبب هذه التناقضات.
ولطالما شعرت بهذا الشعور وهو أن من يحبونني هل يحبونني حقاً بروحي الضائعة ومشاعري المتناثرة أم يحبون من تظهر أمامهم قوية وكأن شيء لا يكسرها والتي تساندهم ولو كان الأمر يفوق طاقتها وعلى حساب ذاتها والتي لم تجرحهم يوماً لوجود قيم قد رسختها بداخلها بنفسها دون أدنى عناء من أحد
هذا يظهر بالمواقف، كنت نفس الشخص القوي هذا، أساعد الجميع ما إن وقعت ومررت بظروف كنت أنا الطرف الضعيف، اختفى الكثير من حولي، منها خرجت بإيماني بقيمة العلاقات نفسها وليس عددها التي أشرت لها بالأعلى، لذا أصبحت انتقائية أكثر، لذا ستعرفين ذلك بالمواقف ولا تتجاهلي ملاحظاتك لأنها هي التي ستوجهك للطريق الصحيح.
وكأنك تصفي قليلاً من حالي ولكن ما أجده محيراً أكثر هو أنني حتى وبعد أن انتقيت أصدقائي لا أشعر بأنني سعيدة فأنا من الطبع الذي يميل للصمت أكثر من الكلام منذ كنت طفلة لذا وجود الناس حولي يرهقني وكأنني لا أصدق اللحظة التي أعود فيها لسريري وهاتفي وقوقعتي وحتى مع اهلي يمر اليوم بدون كلمة واحدة معهم سوى عن بعض أمور الحياة والمنزل ولا اعرف حقاً ما أمر به، فقدت شعوري بالوقت والأيام ولم يعد أي شيء يجلب لي تلك الابتسامة نفسها أشعر حقاً بأنني بحاجة ملحّة للراحة من واقعي ووجودي ك غيبوبة تنسيني من أنا
هل أنتِ متأكدة أنه ليس لديك اكتئاب؟ بعض ما قلتيه وقمت بوصفه هو من أعراض الاكتئاب.
وربما ما تمرين به هو نوع من الوعي والنضج الذاتي لدرجة جعلتك تقفي وأنت تشعري بالغربة والغرابة ممن حولك وما حولك، فرؤيتك للأشياء والأشخاص لم تعد كما هي بل أصبحت أعمق وأكثر واقعية.
وربما كذلك تشعرين بالملل من تكرار فعل نفس الأشياء والذهاب لنفس الأماكن ورؤية نفس الأشخاص، حاولي أخذ قسطًا من الراحة والتجديد والذهاب لأماكن جديدة وتجربة فعل أشياء جديدة، والتعرف على أشخاص جدد.
لست متأكدة صراحة فأنا في مجتمع آخر ما يهم فيه هو الصحة النفسية ولكن الاكتئاب يشبه بأعراضه الكثير من الأمراض الأخرى مثل اضطراب القلق العام أو الاضطرابات الشخصية مثل اضطراب الشخصية الحدية وغيرهم من أمراض وصراحة وصفتي حالي في كل ما قلتيه فقد تجاوزت مرحلة الملل بمراحل من كل ما حولي وأشعر حقاً بأنني بدأت أجد طريقي لكن طريقي إلى الطريق صعب فكما قلت سابقاً أشعر بالتيه والضياع ولم يعد شيء حقاً يغير ما بداخلي ولا أشعر حقاً بأي شيء فقد فقدت شخصاً كانت عزيزة علي لدرجة كانت أقرب من روحي إلي وكانت ملاذي الوحيد وسط وحدتي وسندي الذي لم يكسر يوماً ولن يكسر وقد ذهبت منذ ستة أشهر وواحد وعشرون يوماً ولكنني لم أشعر بأي شيء ليس لأنني لا أحبها مثلاً ولكن لأنني أشعر بالجمود فقط وعندا سافر أبي وكنا لن نعلم إن كان سيعود أم لا لم أذرف دمعة واحدة وهذا أيضاً ليس لأنني لا أحبه ولكنني لم أشعر بأي شيء للأسف ولا اعلم حقاً ما يسمى هذا إن كان قسوة تبلد أم مجرد جسد بلا مشاعر ولكن لماذا؟ إلى الآن لم أجد الإجابة
التعليقات