حين يرفع القلب نظره إلى السماء، يجد أن الحب ليس مجرد كلمة تُقال، بل هو لوحة مرسومة بين النجوم، خيوطها من ضوء وبراءة، وألوانها من صمت الأرواح ودفء الذكريات. هناك، في صمت الليل، تكتشف الروح الصغيرة أنها قادرة على الحلم الكبير، وأن البراءة ترى ما يعجز عنه الكبار، وأن كل نظرة، مهما كانت عابرة، تحمل وعدًا بأن الحياة جميلة، مهما طال الليل وظلّت الظلال.
وفي قلب هذا الصمت، تنبض مشاعر لم تعرف طريقها للكلمات بعد، لكنها واضحة لمن يصدق النظر إلى أعماق الروح. فكل لحظة هدوء تمنح القلب فرصة ليعيد ترتيب أمانيه، وللحنان أن ينمو في زوايا نسيها الزمن. الحب، هنا، ليس مجرد لقاء، بل هو رحلة تتعلم فيها الروح كيف تصغي وتمنح، كيف تتأمل وتستمر رغم الألم والفقدان، وكيف تعرف أن النور الذي يضيء السماء بداخلك هو ذاته النور الذي يعكسه العالم عليك.
وعندما تمرّ الأيام، وتختلط الأفراح بالأحزان، يدرك الإنسان أن السعادة ليست في اكتشاف كل شيء، بل في إدراك أن هناك جمالًا يختبئ خلف كل صمت، وأن النجوم نفسها، حين تسقط على الأرض، تحمل بذور أحلام لم تزرع بعد، تنتظر من يلمسها بعين القلب.
وهكذا، يصبح كل نظرة، كل لمسة، وكل همسة، فرصة لإعادة بناء الروح، فرصة للتأمل في المعنى الحقيقي للحياة، فرصة لتكتشف أن الحب الذي يسكن القلب لا يموت، بل يتحول، يتشكل، وينمو مع كل تجربة، مع كل صعوبة، ومع كل حلم لم يكتمل بعد.
وها أنت، بين هذا الصمت وهذه النجوم، تجد نفسك متسائلًا: هل ندرك حقًا أن الجمال الذي نبحث عنه في العالم موجود في داخلنا قبل أن نطلبه من أحد؟
التعليقات