حيرة تتلوها حيرة، كأنني عالقة في متاهة لا جدران لها، فقط شعورٌ كثيف لا ينتهي.

كل لحظة تمر، وكل ساعة من نهارٍ باهت، أكون فيها بين رأيين، بين خيالٍ سبق أوانه وخوفٍ يتربّص بي إن أنا اقتربت منه.

جزء مني يريد الذهاب... لا إلى مكانٍ بعينه، بل إلى "اللاوجهة" التي لا يعرفها أحد. يريد فقط الهرب من كل شيء، حتى من نفسه.

وجزء آخر، أكثر حذرًا، يقف متسمّرًا يخشى الندم... يخشى أن يخسر كل ما تبقى، وإن لم يبقَ في الأصل شيء يُذكر.

ماذا يفعل المرء حين تعتصِر الحيرة قلبه؟

كيف يُقدِم على القرار الأخير، ذاك الذي سيجعل منه خصمًا للجميع... وأولهم نفسه؟

قرارٌ لا رجعة فيه، ولا قدرة على العيش بدونه.

فلا القلب يحتمل اتخاذه، ولا الروح تقوى على احتماله.