أدركت مؤخرًا، ان الكتابة بنسبة اليّ لم تكن مجرد هواية بل كانت بنسبة الي ، فعل مقاومة ،فعل حياة ....
(ما دفعني لاكتب هذه المرة كون انني في المدة الاخيرة ابتعدت جدا عن الكتابة وهذا لان مشاغل الحياة ،وروتين البكالوريا خصوصًا ابعداني عن الكتابة وكم كنت حزينة لهذا .. وبرغم اني كنت أحاول كثيرًا ان أسترق نفسي من زحمة الاشياء لقراءة كتاب او قصيدة او حتّى بيت شعري واحد الّا ان هذا لم يكن كافيًا لاشباع نهمي الكبير .. )
ان سرّ الكتابة يمكن في كونها فعل حياة ، لذلك فانّ الكاتب عندما يكتب ،لا يبحث عن قرّاء ، ولا يبيع كلماته لأحد ،ولايخاف اي سلطةٍ كانت ..
ولا اظن ابدا ان الكاتب يستطيع ان يعيش حلاوة الكتابة ولذتها اذا ما وضع هذه الاشياء نُصبَ عينيه .. انّ التفكير بالقارئ لحظة الكتابة قاتل للحظة ذاتها ، لانه يفرغها من معناها .. ليس لان القارئ اقلّ قدرا او قيمة على العكس بل هو اضافة للنص لكن التفكير فيه هو ما يقتل تلك اللحظات الالاهية ..
..
تحرر الكاتب من قارئه فعل ضروري لكتابة نصّ حرّ..يخرج من قلب الكاتب مباشرة الى قلوب كل القرّاء ..
انّ علاقتي بالكتابة تذكرني كثيرًا بموقف الشاعر نزار قباني عندما كان مريضًا وقام اولاده بابعاد الاوراق عنه ليبتعد عن الكتابة وألمِها ويهتم بصحته قليلاً فقام نزار بافراغ كيس الدواء والكتابة عليه ..ليثبت للعالم ان الانسان يتداوى بالشعر مقدار تداويه بالادوية والعقاقير..
وياطالما تداويت بالكتابة .. وياطالما اعادتني الكتابة للحياة .. فكم انا مدينة لقلمي ..
لازلت اذكر الليلة التي رحل فيه ابي ، و لازلت اذكر كيف كنت في اعنف لحظات العاطفة وأشدّها وكيف واساني قلمي ليلتها ، لم أجد دواءً ليلتها أنجع من الكتابة ..لذلك فإننّي اكتب لاتنفسْ ، لأتداوى ، لأعيش و لأحيا ....
بالكتابة أقول انني انتصرت على الموت ، صحيح انها لا ترجع الغائبين و لاتوقف الحروب ولكنها تُداوي وتحيي...
شكرا لكل من مرّ وقرأ وتمعن...✨
التعليقات