السلام عليك و أنتَ حيٌّ تُرزق ، و رحمة الله تنالها وأنت الشهيد مازلت فوق الثرى ، وبركاته إلى يوم نلقاك.

أما بعد الشهادة:

فقد نجوت و نلت واصطفاك الله ، كنا نتخيل افتراضاً و نصوغ احتمالاتٍ لما بعد الفراق وما كنا نعلم أننا على أعتاب أيامٍ من قدر اختيارك شهيداً و قمراً تغادرنا بلا عودة .

تجمعت فينا التناقضات فلا أجمل من هذا الختام لك ولا أصعب من هذا الاختبار لنا ، كنت ليناً سهلاً يفيض قلبك بحنان الأرض و تعطي بلا هوادة ، كريمٌ باهتمامك و الخيرُ فيك لأهلك و بسّامٌ في وجه غيرك لكنك لم تطل بيننا وكأن غزة ضاقت بك آملين أن تتسع لك جنات الله في عليائه ترافق نبيه و صديقيه.

أشعر أنك هناك تنظر لنا سعيدٌ بما حولك ، صحبةٌ خيرة و رفاق سبقوك فنالوا ما نلت و لحقت بهم مشتاق ، فأنت الشاهد على حربٍ شهرين إلا قليل و الشهيد على أرض الرباط و الشفيع لسبعين من أهله يوم الحساب ، فكيف لا تسعد وقد كنت صابراً محتسباً مرابطاً إلى آخر عهدك بالدنيا و كيف لا نحزن على فقدنا لك و كيف لا نرجو الله أن يكرمنا بما أكرمك ولكنه قدر الله ولا اعتراض.

العزيز كنت ولا زلت وستبقى ، في خانةٍ لا تمس من الفؤاد مكانك ، قد يزداد بنا العمر و نعيش كما يقدر لنا الله ، فإن كان صوتي يصل إليك فاعلم أنك باقٍ فينا ما بقيت الروح.

والسلام مسك الختام كما كان ختامك مسك أيها الشهيد.