عندما نزحنا من منزلنا تاركين ذكرياتنا ، أشياءنا الخاصة ، كل ما نملك حرفياً خلفنا ، عندما لم نحمل سوى قطعتي ثياب و الأوراق المهمة و عبرنا إلى المنطقة التي ظنناها آمنة إلى جنوب الوادي ، اعتقدت أن نهاية العالم كانت في هذه اللحظة ، شعرت بقلبي يتقطع أشلاء ،
لم أكن أعلم الغصة التي ستصيبني ، بعدها بأيام قليلة فقدت أغلى الأشخاص على قلبي ، خالي ، جدّاي ، و جدتي ، الفقد آلمني جداً ، و لكن الأمر الأشد صعوبة كان انقطاع الاتصال مع والدي ، الجبل الذي كان يرفعنا و يطبطب على قلوبنا عند اتصاله ، اتصلنا به مرات عدة و لكن بلا فائدة ، لم يصلنا أي خبر منذ أشهر عدة ، احترق قلبي بشدة و شعرت باختناق شديد ، علمت أن النهاية بانتهاء الأشخاص لا الذكريات و الأماكن ، كل المواقف و الذكريات المحسوسة نستطيع تعويضها لكن رحيل الأحبة لا عوض له .
استودعتك إلى رحمة الله يا حبيب