من سجن القيود إلى حرية التصالح
لطالما شعرت أنني مقيدة بالأغلال، حبيسة في سجن لا أستطيع كسر قضبانه مهما حاولت. لكنني اليوم أشعر بالحرية. أشعر بقوتي، وأفتخر بنجاحي في معاركي مع “شلبي”. نعم، لقد أعطيت وحشي اسمًا؛ “شلبي”. وقررت أن نصبح أصدقاء.
حينها فقط أدركت أن “شلبي” لم يكن عدوًا خارجيًا، بل كان جزءًا مني. كان خوفي، وعجزي عن المواجهة، وعدم إدراكي لقوتي. كان هو عدم رؤيتي لما أحمله في داخلي من جمال. كان هو صدى كل ما يحدث داخلي: القسوة على نفسي، والجلد المستمر لها، واتهامها بالضعف والفشل، ورؤية ذاتي كعبء على من أحب.
كنت دائمًا أقسو عليها، أضعها في زاوية مظلمة، أحمّلها عبء التوقعات وأعاقبها على كل شيء. لم أرَ في نفسي أي جدارة بالحب أو الاحترام. فكنت ألومها، وأعاقبها بصمتي وصراعي الداخلي، حتى لحظة الانهيار.
حينها، شعرت بألم عميق ينبع من الداخل، وكأنه نداء استغاثة. وعندما بحثت، وجدتها. وجدت تلك الطفلة الصغيرة في داخلي، جالسة بمفردها، تبكي في خوف، مرتعشة، تحاول إخفاء صوت بكائها كي لا يسمعه أحد. اعتادت الوحدة، واعتادت القسوة.
اقتربت منها. حملتها بين يدي، عانقتها طويلًا، وهمست لها:
“أنا آسفة… آسفة لكل ما فعلته بك. الآن أفهم كل ما تحملتهِ، وكل ما قدمتهِ من حب بلا مقابل. أرى الآن نقاء قلبك، وأعدك ألا أترككِ وحدكِ ثانيةً. سأحميكِ، سأدافع عنكِ”.
في تلك اللحظة، شعرت بأنني أتصالح مع نفسي. بدأت أرى ما لم أكن أراه؛ جمالًا داخليًا وخارجيًا كنت أغفله. وها أنا قد وجدتني.
“إن اكتشاف ذواتنا هو أول خطوة لمواجهة وحوشنا".
التعليقات