ظنت أنها ستنجو ، خرجت من قاع النيران للمرة الألف ، عبرت الحدود إلى العالم الآخر تاركة خلفها أحبتها ، أحلامها ، ذكرياتها و كل ما تملك ، ما استطاعت إلا أن تأخذ قطعتا الثياب المهترئة التي ترتديها منذ أشهر عدة ، لا تغضب عليها عزيزي القارئ ، فهي رحلت مجبرة لترافق والدتها مريضة السرطان في علاجها الذي لا يتوفر بسبب الحصار و إلا تنوي الخروج قط ، لكن للأسف خرجت من الحرب إلى حرب أخرى لم تكن تعيها ، إلى معاناة و آلام لا تكاد تحتملها ، و للحكاية بقية .