هنا ، رغم أنني في غرفة صغيرة ، مختنقة بين جدران أربع ، أشعر كأن أنفاسي محتجزة في فتحات التهوية في السقف ، إلا أنني أكره نفسي كل يوم لأنني محاطة بالجدران و قادرة على تشغيل جهاز التكييف بينما أحبتي يحترقون في خيام النزوح ، أكره نفسي عندما أذهب لشراء الضروريات ببضعة القروش التي نملك بينما أحبتي يلتوون من جوعهم ، أكره نفسي لأنني حصلت على قطعة ثياب إضافية بينما أحبتي لا زالوا يرتدون الملابس نفسها منذ أشهر طويلة ، أكره نفسي بشدة لأنني أعيش بعض الرفاهية التي لن ترضيني إلا و أحبتي بجانبي ، أشعر كأن كره نفسي سيقتلني ، و يا ليتني أعيش الجحيم بوجود أحبتي و أنسهم فضلاً عن بعض النعيم .
معاناة الراحة 💔
هذا ما يسمى بعقدة الناجي؛ حيث يشعر المرء بالذنب لأنه نجى ويعيش حياة أفضل في حين أن غيره يعانون.
لكن هذا ليس بشعور منطقي، أتفهم منطلقه، لكنه ما زال غير منطقي، ففهي النهاية نحن غير مسؤولين عن معاناة غيرنا، ولم نتسبب فيها بأي شكل، لذا فشعورنا بالذنب لا يحمل أي معنى، بل على العكس ربما يستهلكنا ويستنزفنا، لذا فالأولى في رأيي أن نوجه طاقتنا ناحية ما قد يفيد إخوتنا فعلًا، وندعو لهم بإنفراجة قريبة.
التعليقات