أنا عبد الصمد أبلغ من العمر 52 سنة موظف في أحد الشركات بخبرة 30 سنةأو كما يلقبنا به الموظفون الجدد بـ"القدامى"، بعد كل هذه السنين من العمل أصبح الملل شعورا اعتياديا ،مهامّات رتيبة ومتكررة، ولا تجد فيها أيّ متعة أو تحدٍّ. ،أذهب إلى عملي كلّ يوم كالمُجبر، دون أيّ حماس أو دافع.
في الآونة الأخيرة تم توظيف بعض المستجدين، و للحظ أصبحت مشرفا على أحدهم، إنه ذلك الشعور عندما تقول في نفسك مهمة إضافية يجب علي التخلص منها، حاولت التملص منها لكن بدون جدوى، ومن بين جمع المستجديد لم يكن حظي إلا في مستجد شاب متحمس لأبعد الحدود كثير الأسئلة يدعى مصطفى، واحيانا يطرح علي تساؤلات لا أجد إجابة عليا، ما يجعني اتحاشاها واضطر للبحث عن إجابتها فيما بعد، ذلك الشاب يمتلك شغفا بالعمل بالرغم من أن طبيعة العمل مملة.
شغفه جعلني أعيد التفكير حول نظرتي إلى طريقة التعامل مع وظيفتي الحالية، بدأت في التساؤل هل أريدُ أن أستمرّ هكذا. لقد أعاد مصطفى احياء شيء بداخلي كان في سبات منذ وقت طويل جدا، ازدادت رغبتي في تحويل عملي إلى شيءٍ مُمتعٍ ومُثمر. وبدأت البحث عن طرقٍ لجعلِ عملي أكثر إثارةً للاهتمام، واتتني فكرة التحدّثتُ مع زملائي عن تلك الأفكار، لكنها لم تكن بالفكرة الصائبة حاليا، خصوصا أن طرح فكرة التغير يجعلك كأحد الثوار.
لم تكنْ المهمّة سهلة كوني أردت تغيير أسلوبي في العمل و أنا في مثل هذا السن، واصلتُ العمل بجدٍّ، مُسترشدًا بشغفٍ متجددٍ لم أحسه منذ سنوات. نفس الوظيفة لسنوات عادة تقتل الشخص بالرغم من كونه مازال يتنفس، فأثناء التفكير في تغيير أسلوبي القديم شعرت باليأس في بعض الأحيان، شعرتُ باليأس من إمكانية التغيير. ولا ننسى الخوف من أن أفشل في إحداث أيّ تغييرٍ إيجابي. كما أنني حينما بدات بتغيير اسلوبي واجتُ مقاومة من بعض زملائي الذين لم يؤمنوا بمبدأ التغيير. لقد واجهتُها بعزيمة وإصرار. لم أستسلم لتلك العقبات والتحديات،
لم أستسلم لهذه العوائق. حللتُ كلّ عائقٍ وفهمتُ جذوره. ذكّرتُ نفسي بإنجازاتي السابقة وبدأتُ أركز على الإيجابيات.و أدركتُ أنّ الفشل هو جزء من عملية التعلم، وأنّني لن أتعلم أبدًا إذا لم أجرب.
وبالنسبة لمقاومة الآخرين فستثبتُ لهم العمل الجادّ والإنجازات المُلموسة القدرة على التغيير ، فمع مرور الوقت، بدأتُ ألاحظُ التغيير. أصبحتُ أُنجزُ عملي بِكفاءةٍ أكبر، وأُقدمُ أفكارًا إبداعية تُساهمُ في تحسين العمل. كما أنّني شعرتُ بمزيدٍ من السعادة والرضا عن نفسي. ما جعلني أدرك أنّ رحلة الشغف هي رحلةٌ مُستمرةٌ لا تتوقف. سأظلّ أبحثُ عن طرقٍ جديدةٍ لجعلِ عملي أكثر إثارةً للاهتمام وتحقيق المزيد من النجاح فازال هناك ما يمكننا تقديمة.
تحرك أنت لست شجرة هل هذا مبدأ حقيقي حتى؟ فماذا إذن بالنسبة لشجر الخيزران المشهور بمرونته؟
مالذي يجعل الشغف موجودا هل هو طريقة تفكيرنا الحالي أم تراكم أفكار عبر الزمن؟
هل نحن ما أردنا أن نكون ام الشخص الذي طوعته الحياة؟
هذه الأسئلة تحتمل إجابة من المقترحين أو إجابة لم تخطر في بالنا، فمالذي تراه أنت؟
التعليقات