ما بين الأخلاقيات والكفاءة.. إذا ما خيّرت بين موظفيك وتحسين التكنولوجيا من تختار؟

تحسين التكنولوجيا بأي مؤسسة اليوم أصبح ضرورة، ومن سيتخلف سيتخلف عن الركب ككل، اليوم نحن كأفراد نسارع من أجل تحسين مستوانا التقني، ما بالك بالشركات، خاصة أن اليوم التكنولوجيا ليست فقط للمواكبة ولكن لرفع الجودة والإنتاجية وتوفير مزايا أكبر، لذا لو مكان صاحب العمل هنا، سأدرب هؤلاء الموظفين على استخدام هذه التقنية، وسأعطيهم دورات تمكنهم من ذلك، بحيث قدر الإمكان لا أسرح أحدا، وإن كان هناك فائض سأقيم وفقا لمهاراتهم وأمكنهم من وظائف أو أماكن وفقا لاحتياجات الشركة ومهاراتهم.

وإن اضطريت للتخلي، سأمنحهم وقتا لإيجاد فرصة عمل وسأساعدهم على إيجاد هذه الفرصة مع إعطائهم توصيات تمكنهم من ذلك.

هذه المعضلة أخلاقية صعبة وأخذت بعض الوقت لتنظيم بعض الأفكار قبل كتابة الرد ، وتتمثل صعوبة الرد في تلك المساهمة لأنه يُطلب من المدير اتخاذ قرار بين مصلحة الشركة ورضا العملاء، وبين مصالح الموظفين وتقديرهم.

من ناحية، فإن تطبيق التقنية الجديدة سيؤدي إلى تحسين جودة المنتجات وإرضاء العملاء، مما سيؤدي إلى زيادة الأرباح وتحسين سمعة الشركة. من ناحية أخرى، سيؤدي تسريح الموظفين إلى خسارة الشركة لموظفين مخلصين وذو كفاءة عالية، مما قد يؤدي إلى انخفاض الإنتاجية والروح المعنوية بين الموظفين الباقين، في هذه الحالة، أعتقد أن القرار الصحيح هو إيجاد حل وسط يوازن بين مصلحة الشركة ومصالح الموظفين. قد يشمل ذلك:

• محاولة إعادة تدريب الموظفين المتضررين على وظائف جديدة في الشركة.
• تقديم مكافآت أو تعويضات للموظفين المتضررين.
• مساعدة الموظفين المتضررين في العثور على وظائف جديدة خارج الشركة بتوصيات خاصة.
• تأجيل تطبيق التقنية الجديدة إلى حين العثور على طريقة لاستخدامها دون الحاجة إلى تسريح الموظفين.
• تقليل عدد الموظفين المتضررين إلى الحد الأدنى.

في النهاية، فإن القرار الصحيح يعتمد على طبيعة الشركة وظروفها، وعلى تقدير المدير لمصالح الشركة ومصالح الموظفين.

أعتقد أنه لا يوجد خيار عملي واحترافي سوى اختيار واحد وهو إختيار التكنولوجيا الجديدة، ولكن كل تكنولوجيا لها بعض المميزات وبعض العيوب، وفي مسألةٍ مثل هذه سيبقى في الشركة الموظف الذي يتعلم ويكور من نفسه ويستطيع مواكبة التكنولوجيا، لكل عصر قوانينه الخاصة، وبالطبع لن نتأخر في العمل والإنتاجية بسبب تواضع مهارات العمال.

بالنسبة لي أعتقد أنني غير مؤهل لأكون مدير أو أستلم إدارة شركة وأفضل أن أبتعد عن أمور الإدارة لأنني أعرف نفسي بأنني شديد التأثر بمن حولي وربما أضحي بمستقبل الشركة في سبيل عدم تسريح أي موظف أفنى سنوات من عمره في خدمة الشركة لذلك لو اضطر الأمر بالتأكيد سأختار تقدير الموظفين والحفاظ عليهم. أما بالنسبة للحلول فأعتقد أنه من الأفضل الاجتماع بكافة الموظفين وطرح تلك المشكلة عليهم والاستفادة من آرائهم بحيث نحافظ على مكانتنا في السوق.

المدير الجيد لن يأخذ القرار في يوم وليلة بل سيكون لديه خطة ممنهجة تبدأ بتعريف الموظفين ومساعدتهم على إيجاد فرص جيدة أو على الأقل يعطيهم خطابات توصية تساعدهم في إيجاد فرص عمل في مكان آخر وهذا ما كنت سأفعله سأحافظ على تطوير الشركة والحفاظ على ثقة ورضا العملاء وأيضا على ثقة الموظفين وسأعطيهم خطابات توصية قوية تزود فرص حصولهم على وظيفة في مكان آخر بجانب أنني سأقدم لهم مكافأت مالية على سنين الخدمة في الشركة.

استخدام الشركات للتقنيات الحديثة اصبح ضرورة قصوى، والموضوع يحتاج لتغغير شامل جميع القطاعات والموظفين عن طريق توفير دورات تدريبية واجتماعات مختلفة لتوضيح رؤية الشركة في المرحلة القادمة، وفي الوقت الحالي للأسف الشديد من لا يستطيع مواكبة التقدم من الموظفين يجد نفسه مهدد بالتسريح، وأنا بالطبع أتعارض مع التسريح المفاجئ، لذا هذه المرحلة نحتاج لمهارات قيادية عالية وكيفية توزيع المهمات بما يناسب مهارات كل فرد حتى لا يكون هناك تحامل وضغوطات على أفراد محددة بشكل كامل، وأخيرًا نقطة التسريح ستكون حتمية في بعض الحالات ولكن يجب منح فرصة للموظف لإيجاد فرصة عمل تناسب إمكاناته وظروفه إذا لم يستطع المواكبة مع الدورات الجديدة (ومقصدي هنا أن يكون العائق هو ظروف شخصية وليست نقص محاولات من الشركة لتدريبه وتوفير سبل التوضيح المناسبة).

ولكن في المقابل باستخدامك لهذه التكنولوجيا ستضطر لتسريح عدد كبير من الموظفين المخلصين ذوي الكفاءة العالية بسبب عدم حاجتك لخدماتهم بعد الآن

أعتقد أن الأمر هنا ليس فيه عامل أخلاقي بقدر ما فيه مراعاة المصلحة أي مصلحة العمل. وأعتقد أيضاً أن أي تقنيات جديدة لا تعني تسريح الموظفين بقدر ما تعني تدريبهم ليكون أكفاء لاستعمال هذه التقنية. وحتى لو افترضنا أننا سنضطر للإستغناء عن بعض منهم فيمكن دفع مكافأة نهاية الخدمة لهم وإرضائهم مادياً حتى يستطيعوا أن يفتتحوا مشاريع صغيرة لهم أو يجدوا أعمالاً أخرى.