دعونا نتفق في البداية على أن فكرة خلق منتج جديد هو أمر نادر، ولا يحدث إلا كل فترة زمنية طويلة.

ولذا يعد التفكير المبالغ فيه باختراع فكرة غير مسبوقة لمشروع؛ هو مضيعة للوقت. والأولى أن أقوم بإجراء تحسينات على المنتجات المتاحة، حتى تخرج بشكل متطور تجعل العملاء ينظرون إليه على أنه فريد.

ولكن كيف يحدث ذلك؟ يمكنني اجراء التحسينات على أي منتج أو خدمة موجودة من خلال عدة نقاط أبرزها:

  1. تحسين الجودة: مثل فصل المواد الضار عن المنتج المتاح بالسوق كأن أقوم بتصنيع المنتجات الغذائية بدون مواد حافظة أو إضافات كيميائية، أو أن أستبدل دقيق الذرة بدقيق اللوز، أو الزيوت المهدرجة بالزيوت الصحية. أو مثلاً: أقوم بإضافة لتمد العمر المفترض للأجهزة الكهربائية، أو تجعل المنتج متعدد الاستخدامات مثل الأريكة التي تتحول إلى سرير..
  2. زيادة السرعة: في عصرنا الحالي أصبحت عجلة الحياة سريعة، والجميع يبحث عن توفير وقته، ولذا جعل المنتج أو الخدمة يلبي حاجة العميل بشكل أسرع من المتاح بالسوق، فهذا يجعلني أقدم منتج جديد مثل فعالية المنتجات الصحية أو منتجات التجميل، أو التوصيل بأسرع وقت، أو إنجاز الخدمات بذات اللحظة ..
  3. تطوير معايير السلامة: إضافة ملحقات للمنتج تزيد الأمن والسلامة أو القيام بتطوير مكوناته بما يحفز عمليات السلامة هو أمر يساعدنا على الخروج بمنتج جديد:مثل استخدام المواد الصحية في ألعاب الأطفال مثل استبدال المواد الكيميائية المستخدمة في تصنيع " المعجونة" أو الصصال" بمواد صحية تجعلها قابل للأكل لا تؤذي الأطفال وتوفر لهم الحماية قدر المستطاع. تصميم الألعاب بشكل غير مؤذي، زيادة الأمان في تصنيع السيارات بحيث نضيف مجسات تجعل النوافذ تفتح تلقائياً عند ارتفاع حرارة السيارة ووجود أطفال بداخلها فطالما سمعنا بحوادث أليمة نتج عنها ضحايا لعدم تقدير السائق لخطورة الموقف وتركه للأطفال وحدهم.
  4. التسعير أمر مهم: وهنا سنكون أمام منتج جديد في حال قدمنا المنتج بصورة تبدو للعميل وكأنه يشتري منتج بقيمة أعلى عشر أضعاف من المبلغ الذي يدفعه بحيث يتم التسعير وفق استراتيجيات معينة تضيف للمنتج أو الخدمة قيمة كبيرة، وتجعل العميل لا يفاصل في الثمن لحصوله على قيمة إدراكية مرتفعة. مثلاً: أبيع الدورة التدريبة بقيمة 100$ ولكني أرفق للعملاء كتاب الكتروني و حقيبة مراجع، وأجعل هناك متابعة بعد انتهاء التدريب لمدة 3 شهور بواسطة مجموعة فيسبوك أو أي منصة أخرى.
  5. تغيير المكان: من ضمن الاستراتيجيات المتبعة للبدء بفكرة جديدة، هو نقل فكرة من مكان إلى آخر. بمعنى لو وجدت فكرة حديثة مطبقة خارج منطقتي، يمكنني نقل هذه الفكرة إلى منطقتي وإضافة بعض اللمسات عليها. أو العكس بأن أقول بنقلها من الداخل إلى سوق خارجي ولكن لا أطبقها بنفس المكان كما يحدث عادة؛ حتى لا يخرج الجميع خسران. في سنة 2001 كان الانترنت بدأ بالانتشار في بلدي لكنه لم يدخل كل البيوت وهذا ما دعا أحد الشباب بافتتاح أول مقهى انترنت، نقله عن مقاهي الانترنت الموجودة في مصر ( مكان دراسته) ولكن خلال فترة وجيزة أصبح الشارع كله مقاهي انترنت حتى تشبع السوق، وتوزعت الحصة السوقية على الجميع؛ فكان نصيب كل منهم عبارة عن فتات.

شاركونا بأفكاركم حول كيفية خلق فكرة مشروع؟ وبرأيكم ما أهم المعيقات في طريق تحويل الأفكار لمشاريع على أرض الواقع؟