هل انت في العشرين، أم في الثلاثين، أم في الأربعين؟، أياً كان عمرك، كم إدخرت لسن المعاش؟

بالتالي، عندما يتقاعد الشخص، فإن ما يتبقى له هو راتبه التقاعدي، إلى جانب ما تمكّن من إنجازه في حياته من منزل أو مستقبل لأبنائه أو ما إلى ذلك

وماذا عن أصحاب الوظائف في القطاع الخاص او الأعمال الحرة الذين لا يملكون رواتب للتقاعد ؟! في رأيك ما الحل الذي يُمكن تقديمه لهؤلاء الأشخاص حتى لا يتعرضوا للفقر والإحتياج في سن التقاعد؟

صدقتي يا سها، الحياة قصيرة جدا ولذلك علينا الاستعداد وأن نأخذ من شبابنا شيئا لشيخوختنا، ومن غنانا لوقت أخر أقل غنى، يقولون القرش الأبيض ينفع في الأيام المظلمة، ولكن، نحن دائما في حالة اختيار ولو تركنا أنفسنا للظروف فما عسانا نفعل فيها إلا كما تفعل الريشة في مهب الريح.

وعلى الرغم من اتّباع البعض طريقة تقسيم الراتب والاحتفاظ بجزء من المال للادّخار، لكن هذا الجزء عادةً ما يتبخّر كأقساط مدرسية أو جامعية أو تصليح سيارة أو علاج أو أو أو...إلخ.

صحيح الظروف ضاغطة على الجميع ولكن طالما قرار التغيير بيدنا فعلينا ان نتخذه ، ولو بالقليل مثل مشروع القرش ، وكأن المدرسة مصاريفها زادت 100 أو الرسوم والدروس وخلافه زادت ألف، في اعتقادي ان هذا أفضل من أن نتفاجأ بسن التقاعد ونحن لم ندخر له شيئا وبالتالي نستكمل في هذه المرحلة الحرجة من عمرنا ما بدأنا به مشوارنا ، كد وكدح ونضال من أجل القوت اليومي.

على الأقل نحاول، وطالما نحن نحاول بصدق سوف ننجح.

بالتالي، عندما يتقاعد الشخص، فإن ما يتبقى له هو راتبه التقاعدي، إلى جانب ما تمكّن من إنجازه في حياته من منزل أو مستقبل لأبنائه أو ما إلى ذلك.

أعتقد ان الأمر يحتاج لحلول ودعم من الدول لهؤلاء الأشخاص، وذلك بأن يتم تخصيص معاش تقاعدي لجميع الأشخاص الذين عملوا في هذه الدولة سواء بوظائف حكومية أو في أعمال حرة وحرف!

صدقتي يا حفصة، على الدولة ان تدعم الناس التي أفنت عمرها في خدمة البلد كموظفين أو حتى كعمال، ولكن المرء يفكر أحيانا في أن الدولة لديها أعباء كثيرة وتهتم بأمور جسام، فدعينا لا نضع البيض كله في سلة الدولة، ونحاول أن نحتاط لأنفسنا ولو بالقليل.

في رأيك ما هي الحلول التي يُمكن أن تتبعها الدول او الأفراد من أجل تفادي خطورة الإحتياج في تلك الفترة؟

أنا عن نفسي لن انتظر الدولة، سأدخر مبلغ لنفسي في استثمار ولو بسيط، حتى إذا إمتد بي الأجل وصرفت لي الدولة معاش يكون زيادة الخير ، خيرين.

وإن واجهت الدولة أزمة سيولة أو استثمارات وطابور طويل من مستحقي المعاشات فتأخر صرفها لسبب أو لأخر أجد ما في يدي خير مما في يد غيري.

وايضا وهو الأهم من وجهة نظري ، أن أفكر في الأيام وكيف ستكون، اتخيل عندما بإذن الله يتزوج الأبناء وربما يسافرون، هل ساجلس مكتئبة في جانب أنتظر الموت، لا طبعا لا احب ذلك، وبالتالي فأنا أسعى من اليوم ليكون لي عمل اجتماعي وفائدة في الحياة حتى يستمر عملي وعطائي للمجتمع من حولي طالما حييت، حتى ألقى الله ولو في يدي فسيلة فسأزرعها.

هل يُعقل أن اكون متعلمة ولا أجد ما أفعله ، لماذا لا أعلم 10 أفراد أميين القراءة والكتابة، لماذا لا أكفل يتيم وأزوره في دار الأيتام كل حين وأخر، لماذا لا اشترك في جمعية أو مؤسسة خيرية واجتماعية اياً كان موضوعها من قبيل الاستفادة من وقتي وإفادة الاخرين. كل هذه الأمور ستعطيني إحساس بالأهمية وستخفف عني عبأ التقاعد وضعف الصحة والجمال وتبدل الأحوال.

-أن تتقاعد في الأربعينات..

أحببت هذه الفكرة جدا، فالحقيقة أنا أتعجب من هؤلاء الذين لا يعرفون في الحياة سوى العمل ، وليته عمل!!

إنما هو ذهاب وعودة هو روتين خالي من الإنجاز ، ومنذ عدة أيام اقترحت على إحداهن وعمرها 56 عام ان تسوي معاشها في الحكومة وتستمتع ببقية حياتها ، تقول لي ما زال لدي 4 سنوات !!

رغم أن الأغلبية الآن ليس لديهم رفاهية التفكير في المستقبل.

ومن الذي يمنح هذه الرفاهية أو يسحبها يا أسماء ، لقد ولدتنا امهاتنا احرارا ولم تلدنا تراثا أو عقارا، نحن من نمنح أو نمنع على الأقل لأنفسنا كل الحقوق والحريات المشروعة ، وكل الأمور العظيمة من حولنا بدأت بفكرة ، ولاحظي ان الإدخار سيكون بمبالغ بسيطة اعتمادا على انه لفترات طويلة ، بمعنى إني لو إدخرت هذا العام 1000 جنية واستثمرته كسهم بمعدل ربح 10% سنويا لمدة 30 عام فماذا ستكون قيمته بعدها؟ ستكون قيمته بعد عام 1100 وإذا استثمرناه لمدة 29 عام بنفس الفائدة ؟ ستكون قيمته 1210 ... الخ يمكنني القول بدون الدخول في حسابات عويصة سيصل لحوالي 60000 جنية. نواة تسند الزير.

كما ان العامل النفسي أهم، إحساسي أنني في وسط هذه المعركة أحتاط للنفسي واختار قدمي قبل الخطو موضعها، وأؤمن مستقبلي حتى لا اصبح عبأ على احد لا أولادي ولا المجتمع.

في رأيي أتمنى للجميع أن يعمل على توفير معاش مستقبلي كصناديق التأمين والتكافل الإجتماعي، حتى يستطيع الحصول على ما يسد إحتياجاته وعلاجاته ونفقاته بالمستقبل.

فكرة رائعة وعملية جدا ، وإن كان هناك من يقول ما حك جلدك مثل ظفرك فتولى أنت جميع امرك ، يعني أنا أفضل أن أدخر لنفسي حتى إذا امتد بي الأجل فهي أموالي ومن حقي الاستفادة منها، وإن كانت الأخرى فسوف يستفيد منها الاولاد ، والدولة أيضا، لأن هذه الأموال التي أدخرها كأسهم او سندات او شهادات استثمار هي ايضا ضمن ارصدة الدولة تنفذ بها المشروعات والاستثمارات، ويعود عائدها على المجتمع كله.

جميل منك هذه المحاولة يا Draem ، إنها تشير إلى إحساس بالمسئولية وشخصية نشيطة تبحث عن دور تقوم به وتجيد ما تفعله، لن أقول لك ما زال الوقت مبكرا للتفكير في التقاعد، ولكن أشجعك على التخطيط لكل تفاصيل حياتك الممتدة بإذن الله، لا سيما وان الموضوع لن يكلفك كثيرا، مجرد دفتر توفير و10 جنية كحد أدنى كل شهر، مع الوقت ستصبح ثروة، يمكنك استثمارها في نشاط أكثر ربحا وتخصصي منها جزء لمرحلة التقاعد والتي ليس شرطا أن تكون مع الشيخوخة والكِبر.

كلام رائع يا أماني ونصائح أظنها صادقة من هذا الملياردير

وأكثر ما اعجبني وخصوصا فيما يخص المرحلة التي نناقشها، أن نكتفي ونحن في الخمسين بأن نستمتع برحلة حياتنا، لا ينبغي لننتظر حتى يضعف بصرنا وتنحني ظهورنا ونحن نجدد نفس السعي كل يوم بنفس الطريقة ، وأيضا أن ندعم الشباب ، أن نسلم الراية للجيل العشريني، انا لا اقصد فقط الأموال ولكن بالأفكار بالاستشارة بالعلاقات ... الأموال مهمة ولكنها ليست كل شيء.

ليس كل الدعم أموال، حتى من يفكر بأنه فقير وما بيده حيله في السعي لتحصيل لقمة عيشه، لديه أيضا ما يدخره لكبره وعجزه، إن لم يستطع إدخار مال فليدخر خطة وليدخر أصدقاء يجد معهم راحته وصدق المشورة والنصيحة الخالصة، يمكنه أن يدخر طاقة نفسية يواجه بها عثرات الزمن.

ولا ننسى الحكمة البليغة: إعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً.

ارجو لك التوفيق في مسعاك ، ولا شك أن التخطيط هام جدا لكل شيء، للكبر وللأموال وللمستقبل بشكل عام وكل ذلك يحتمل أن نعيش ونكمله أو أن يتوفانا الله قبل ذلك وفي هذه الحالة نكون ايضا رابحين لأجر السعي والتدبير، وسوف نترك لمن يأتي بعدنا من أبناء واحفاد تجربة حياتية رشيدة يحق لهم أن يتعلموا منها.

وصدق من قال: إعمل لدنياك كأنك تعيش ابدا واعمل لأخرتك كأنك تموت غدا.