لو كان الشغف يعني السعادة فيما تعمل؟ لماذا ننكره على أنفسنا؟

نقطة جيدة جدًا يا سارة، يبدو أن حكمنا على الشغف يختلف بحسب الوظيفة التي يسعى إليها الشخص! وهذا يدعونا للتساؤال ما هو المعيار الذي نقيم به الناس لنخبرهم أن شغفهم جيد أو نخبرهم أنه لا طائل منه!

يعني هذا أننا نقيم الشغف بالربح المادي! تفتحين الكثير من الكلام بهذا التعليق لو تعلمين

إذن كل شئ في النهاية يمكن أن يحمل طابعًا سلبيًا ويمكن أن يحمل طابعًا ايجابيًا، سؤوالي تحديدًا: لماذا ننظر للأشخاص الباحثين عن شغفهم بأنهم أشخاص كسالى غير متحملين للمسؤولية ومرفهين

نعم يا عفاف، تساؤولي لماذا نصف الأشخاص الساعيين لأحلامهم على أنهم مرفهين؟ يعني لماذا يبدو الشخص صاحب الشغف لنا متنصلًا من المسؤولية؟

وإن كنا نعلم أن أحلامنا فيها سعادتنا لماذا ننكرها على أنفسنا؟ أهو نوع من جلد الذات؟

المسألة يا اسماء هي أول كلمة: إذا اخترت، يعني إذا امتلكت رفاهية الاختيار يمكنك ان تختار شغفك، ولكن إذا اضطرتك الظروف لتحمل مسئولية واعباء اقتصادية وظروف شخصية وعالمية... وقتها لن تجد وقت ولا حتى رغبة في السعي وراء اي شغف.

اعتقد أننا جميعًا نملك حرية الاختيار يا نجلاء، في الحقيقةنحن نختار الخضوع للظروف أو مقاومتها

فرضنا أن أحدهم يكره الروتين والأعمال المملة، ومع ذلك لا يجد وظيفة سوى حارس أمن، وتتمثل وظيفته في ان يبقى طوال الليل مفتوح العينين، لا يقوم بأي نشاط سوى ذلك، ويضطر لهذه الوظيفه لأنه محتاج الراتب الإضافي، هو في هذه الحالة، يقرر التخلي عن حلمه مقابل المال الضروري. والسؤال هنا: كيف من وجهة نظرك ان يفعل الاثنين معا؟

يمكنه أن يبحث عن طريقة تكفل له مصاريفه إلى حين أن يقوم بعمله وشغفه عزيزتي، لا أحد يقول تسكع في الشوارع، ربما عليه أن يعلي قيمته السوقية حتى يزيد من مدخوله المادي ليحظى ببعض الاستقرار المالي ومن ثم بعدها يتابع عمله الذي يحبه

وهو ما أردته توضيحه هنا يا علا، لماذا نعتبر أن الشغف تنصل من المسؤولية؟

ألا تلاحظين يا علا أننا نحمل في داخلنا نمطًا دائمًا في الأجيال القديمة غالبًا أنه لابد أن تفعل كل شئ بيدك، لو انفقت على خروجة ورفاهية ما يعتبرونه مرفهًا مسرفًا ينفق النقود فيما لا يفيد، لو أردت شراء آلة ما توفر عليك الوقت لوجدتي كثيرين يقولون أنه لماذا تضيعين أموالك على شئ يمكنك صنعه بنفسك، معظم البيوت تسعى دائمًا في توفير اموال الصنايعية والعمال لو كانوا يستطيعون القيام بدورهم

ما قصدته هنا أن الرفاهية ليست حول عمل أو وظيفة، بل احساس جلد الذات يتأتى من ارهاق وانهاك النفس في كل شئ بدل من السعي للراحة بشكل عام

@Mohamed_Fayad  @Ola_Masoud

مرحبا يا رفاق ... ما أردت قوله هو أننا نبالغ احيانا في مفهوم الشغف، وكأننا لن نستطيع الحياة بدونه، حتى ان هناك من يضيع من حياته أوقات ثمينة بحثا عن الشغف، وهناك من يقضي أوقاته في الحسرة لأنه يعمل في مهنة ما ولا يعمل في مجال شغفه، ولهذا استخدمت تعبير إن الشغف احيانا رفاهية، هو مسألة إضافية قد تسمح لنا الظروف بأن نجدها ونعمل عليها ونحولها لأمر واقع في حياتنا، وقد تحول دون ذلك أحوال.

فإن وجدناها فهو من حسن الطالع: سوف نعمل وننجح ونبدع في مجال نحبه.

وإن لم نجدها: فهو من حسن الطالع أيضا، كأن لا تتوافر لدي القدرة المادية أو التعليم المناسب أو الظروف التي تمكنني من العمل في المجال الذي انا شغوفة به، فلا بأس وسوف أنجح واعيش بلا غضاضة وبلا بحث وراء شبح اخترعه لأكدر صفو أيامي : وهذا الشبح اسمه، الشغف.

قلت إن الشغف حتى لمن وجده فهو العمل وهو التحدي، وليس مجال للنجاح بلا تكاليف ولا مسئوليات.

شكرا على إتاحة الفرصة لي لتوضيح وجهة نظري في هذه المساهمة.

لنتناول الموضوع من ناحية منطقية وعملية أكثر منها عاطفية، أعتقد أننا جميعا متفقين على ضرورة العمل لإستمرار الحياة، وهذا العمل لابد أن يكون مفيدا ومطلوبا في السوق حتى يدفع لنا الناس مقابله، فالعالم لن يهتم بشغفك، فإذا كان شغفك بلا قيمة بالنسبة للسوق فلن تحصل على فلس واحد مقابله، إذا في هذه الحالة ففكرة التخلي عن العمل الذي يدر ربحا لمطاردة الشغف في هذه الحالة تعتبر طفولة وسذاجة وليس بحثا عن السعادة.

ثانيا قامت صديقتنا @Iloveallah12 بربط رفضنا لفكرة التخلي عن الوظيفة المربحة من اجل الشغف وليس التخلي عن الشغف في حد ذاته بأننا نرفض فكرة البحث عن السعادة بشكل عام ونعتبرها رفاهية، مع أن هذا بعيد كل البعد عن الحقيقة، فبحثنا عن الربح في حد ذاته هو بحث عن السعادة، ولكننا هنا نفرق بين أن يبحث الإنسان عن السعادة وبين أن يستخدم مصطلح البحث عن السعادة في التخلي عن مسؤولياته بدعوى الشغف وأنه يبحث عن السعادة، فأين السعادة إذا كنت تمارس شغفك ولكنك لا تجد ما تأكله.

ثالثا أنا لست ضد أن يمارس الإنسان شغفه بالعكس أنا أؤيد تماما أن يكون للكل شغفا يمنحه السعادة، ولكن هذا الشغف هو شيء جانبي أو ثانوي يمكن ممارسته في أوقات الراحة والإسترخاء، أما أن تتمحور حياتك حول الشغف فهذا لا عقلاني البتة من وجهة نظري المتواضعة.

بالمناسبة هل تعلمين يا أسماء ان العمل بالسياسة هو شغف لدى هؤلاء السياسيين وليس عملا مربحا على الإطلاق، وأنا هنا لا أعني الوظائف الحكومية والمناصب الرسمية، بل أتحدث عن الكتاب السياسيين والأحزاب وغيرها، هؤلاء الأشخاص لديهم جميعا وظائف أساسية فهم رجال أعمال وأساتذة جامعيين وغيرها من الوظائف ولكن شغفهم هو المشاركة في السياسة، كذلك الجمعيات الخيرية أو الأعمال التطوعية وغيرها الكثيرالكثير، كل هؤلاء يمارسون شغفهم ولكن كشيء جانبي بعيدا عن وظائفهم وحياتهم العادية.

هي المساهمة السابقة لهذا بالضبط يا محمد يمكنك الإطلاع عليها

أظن اننا نحمل ف نفوسنا رواسب حول مفهوم الرفاهية بشكل عام يا محمد، وأنها غير متاحة لنا أو أنها مكلفة؟