الحياة سلسلة من المواقف التي تتراوح بين السعادة والانهيار، ونحن كأفراد نجد قلوبنا دائمًا في حالة من التقلّب المستمر. السعادة هي تلك اللحظات التي تشعر فيها النفس بالرضا والطمأنينة، حين تبتسم السماء وتبدو الحياة وكأنها لوحة مليئة بالألوان المشرقة. إنها الأوقات التي ننسى فيها ثقل الأيام ونتنفس فرحًا كأننا على قمم الجبال. على الجانب الآخر، هناك الانهيار الذي يعصف بأرواحنا، تلك اللحظات التي نشعر فيها بالعجز والوحدة، وكأن العالم قد ضاق بنا حتى لم يعد هناك متسع للتنفس.

قلوبنا ليست إلا مرآة تعكس ما يدور في أعماقنا، تتأثر بما حولها، وتستجيب لما تواجهه من تحديات وفرص. وبين السعادة والانهيار، نكتشف أن الحياة ليست في جمال اللحظات السعيدة فقط، ولا في قسوة الأحزان وحدها، بل في قدرتنا على العيش بينهما. نحن من نصنع المعنى في هذه الرحلة، سواء بالاستمتاع بما لدينا أو بالصبر على ما فقدناه.

ربما تكون الحكمة في فهم أن القلوب خُلقت لتتغير، وأن السعادة ليست غاية دائمة، بل هي محطة نمر بها في طريق طويل مليء بالعبر. أما الانهيار، فهو ليس نهاية، بل هو فرصة لإعادة البناء والتجدد. وبين هذه الثنائية، نستمر في السعي، حاملين في قلوبنا الأمل الذي يجعلنا نؤمن أن القادم دائمًا يحمل بين طياته فرصة جديدة.