الشعور بالانهيار النفسي هو تجربة مؤلمة يمر بها الإنسان عندما تتراكم عليه الضغوط ويجد نفسه عاجزًا عن التعامل معها. هذا الشعور قد يظهر على هيئة إرهاق نفسي وعاطفي، حيث يشعر الشخص بأنه مثقل بأعباء تفوق قدرته على الاحتمال. الأسباب التي تؤدي إلى هذا الانهيار قد تكون متعددة ومتداخلة، منها التحديات اليومية، مثل ضغوط العمل أو الدراسة، ومنها ما هو أعمق، كالأزمات العاطفية أو فقدان أحد الأحبة. وقد يكون للانعزال ونقص الدعم الاجتماعي دور كبير في زيادة حدة هذا الشعور، إذ إن الوحدة تجعل الإنسان أكثر عرضة للغرق في أفكاره السلبية.
الأعراض التي ترافق الانهيار النفسي ليست فقط عاطفية، بل قد تكون جسدية وسلوكية وذهنية أيضًا. قد يشعر الإنسان بحزن عميق يدفعه إلى البكاء دون سبب واضح، أو بإرهاق جسدي يجعل أبسط المهام تبدو مستحيلة. أما الذهن، فقد يصبح كأنه في حالة فوضى، حيث يجد الشخص صعوبة في التركيز أو اتخاذ القرارات. هذه الحالة لا تعني ضعفًا، بل هي إشارة إلى أن الإنسان قد تجاوز حدود قدرته على التحمل، وأنه بحاجة إلى التوقف وأخذ وقت للتعافي.
التعامل مع هذا الشعور ليس أمرًا بسيطًا، لكنه ضروري وممكن. يبدأ ذلك بالاعتراف بالمشكلة والتواصل مع شخص موثوق يمكنه تقديم الدعم. الراحة الجسدية والنفسية هي جزء أساسي من العلاج، حيث تساعد على إعادة شحن الطاقة واستعادة التوازن. التعبير عن المشاعر بطرق مختلفة، مثل التحدث أو الكتابة، قد يكون مخرجًا للتوتر الداخلي. وفي بعض الحالات، قد تكون الحاجة إلى تدخل مختص نفسي ضرورية لتقديم المساعدة المناسبة.
التعليقات