شكر خاص لكل من علق بالإيجاب أو السلب علي النسخة الأولي من المقالة و بإنتظار أراءكم بالنسخة الحالية ( 2.0 )

على الأرض راقدا طفلا يحتضن الرمال تلفظه البحر غاضبا لا شية فيه و لا وسخ، وما كان سكوت الشاطئ إلا حدادا و ما هدأ الموج إلا ليترك مجالا لصوتا اتا من أنفسنا من نحن؟ وهل قتلناه؟ ولم؟ و متي؟ فسر معي نتعرف على أنفسنا كبشر من خلالهم . . .  اللاجئون, و نري أزماتهم و هي تعملنا دروسا عنا - نحن البشر - و عن معنى أن نكون بشرا من الأساس.

لم اللجوء حق لنا؟ 

لعل هذا اجل سؤال يجيبنا عن أنفسنا، لم يعد اللجوء حق وإلي أي مدي؟، لم تجب البشرية عن هذا السؤال طواعية بل اجبرت أعقاب الحرب العالمية الثانية على التعامل مع  طوفانا من اللاجئين، دفع الجمعية العامة للأمم المتحدة لإنشاء وكالة الأمم المتحدة المعنية بمساعدة اللاجئين (مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين) في الرابع عشر من ديسمبر ١٩٥٠ و ظنوا أن ما هي إلا وكالة مؤقته ستحل بعد إنقضاء ثلاث سنوات من الآن و ما كادت تنقضي المدة حتى اقرت الأمم المتحدة مواصلة الوكالة لأعمالها ليدرك العالم أنه سؤال يحمل علي اكتافه الإجابة و لا يأتي يتيما بل يصحبه مشاهد مؤلمة في ذواكر كل شعوب العالم فاقمن لهم الملاجئ في كل مكان, توفر لهم الأمم المتحدة الحماية بجنود قوات حفظ السلام فالأمن حقا لنا - كبشر - ووفرت لنا الملاجئ في حالات الطوارئ بالتعاون مع الإتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر و الهلال الأحمر فهو حقا لنا و عملت الأونروا ( وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى ) بتكليف من الأمم المتحدة بتوفير لنا المأكل و الملبس و المسكن - فنحن أكثر من خمسة ملايين لاجئ فلسطيني - لأن هذا حقا لنا و أقرت بأن أطفالنا لاجئين حتى يستقر الوضع في بلادنا و نعود لها من جديد فهذا حقا لنا و في السابع عشر من ديسمبر 2018، وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة على الميثاق العالمي بشأن اللاجئين ، وهو إطار لتقاسم المسؤوليات بشكلا أكثر إنصافًا ويمكن التنبؤ به ، مع الاعتراف بأنه لا يمكن تحقيق حل مستدام لأوضاع اللاجئين دون تعاون دولي، فاللجوء حقا لنا . . . حقا لكل البشر, لأن لا أحد منا علي علما بالغيب و لا أحد منا يعلم متى سيكون لاجئا سواءا كان طواعية أو كرها و ما علمنا إياه التاريخ أن اللاجئ لا بشريكا بالحرب و تسبب في مصيرة الذي أصبح مجهولا الأن فهو ضحية لصراعا ما إما أن يكون بين بشر أو الطبيعة نفرت منا فأظهرت بعضا من الغضب.

إلى متى سنظل لاجئين؟ 

تراه سؤال أم يجاور أمتعتهم حملوه بمجرد أن غادروا الوطن ؟ وما إن يضعوا الرحال في البلاد المضيفة حتى يعلقوا ذا السؤال على الجدر ناظرين إليه آناء الليل وأطراف النهار متسألين "إلى متى سنظل لاجئين؟" فما يقارب من 6.6 مليون لاجئ يعيشون في المخيمات ظانين أنهن أياما معدودات في الخيام و يعودون لبلادهم حتى تنحسر لهم الأيام عن الحقيقة المرة بأنهم سيقضون حياتهم هنا و منهم من توفي في المخيمات و مخيم جباليا المؤسس عام 1948 وغيره من المخيمات الفلسطينية تشهد على مأساة الإقامة الدائمة في ملجأ و لكن ما إن ينطلق اللاجئون كالسيل في شرايين الدول المضيفة حتى نرى جانبا مختلفا من الصورة يحتاج إلى التأمل حيث نمت اقتصادات كلا من تركيا ولبنان بشكل مستقر في عز استقبالهم للاجئين السوريين و إزدهار الإقتصاد اللبناني في عام 2015 على غير العادة رغم استقباله لأفواج من اللاجئين السوريين فقد قدر البنك الدولي أن الزيادة 1% في أعداد اللاجئين في بلاد الأرز يزيد صادرات البلد بما يعادل 1.5% و في مصر الحاضنة لأكثر من 9 مليون لاجئ نجد قصص نجاح تجوب البلاد من اللاجئين السوريين الذين أبدعوا في سلاسل المطاعم و المشاريع الناشئة المتنوعة ليضخ ما يقرب من 800 مليون دولار في الاقتصاد المصري طبقا لتقرير عام 2017 الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وبرنامج الأغذية العالمي وفي الضفة الأخرى من العالم نجد القارة الأسترالية تحتفي بضيوفها من المهاجرين الذين أضافوا للبلاد الكثير على موقع مجلس اللاجئين في أستراليا أمثال كارل كروزلنيسكي أو المعروف بين الأستراليين بـ ( دكتور كارل ) الذي اشتهر بتعدد اختصاصاته و قدرته المذهلة على تبسيط العلوم وقد حصل د. كارل على إجازات جامعية في مجالات الرياضيات والفيزياء والهندسة الطبية البيولوجية والطب والجراحة و قام بنشر 44 كتاباً لتبسيط العلوم اقتناعاً منه بأهمية استيعاب العلوم في تمكين الشعوب و في كل بلد سنجد اللاجئون يضيفون نكهات جديدة للثقافة و الوانا زاهية على تاريخ تلك الشعوب, فأحتضنوهم فقد خلقكم الله شعوبا وقبائل لتعارفوا, والله أعلم بأننا لا نبغي لأحد الهجرة عن بلاده و لكن إن حتمت عليك المصائر يا أخي أنت تفقد بلادك فسأكون هنا بإنتظارك لأنك لن تعيبني بل ستضيف لي و ما تحدث الأرقام التي ذكرناها سلفا إلا بالحق.

لاجئو المستقبل 

سيرنا كثيرا يا صديقي على الشاطئ وقارب حديثنا على الفراق وآخر ما أطلبه منك أن تقف علي هذه الصخري و أن تشب بقدميك ناظرا إلي الأفق, سترى هنالك لاجئين جدد تحملهم الأقدار إلي الحاضر, أتوا من المستقبل هربا من أهوالا هناك, فيجب أن نستعد قبل أن يصلوا أو بالفعل قد وصل منهم البعض فما إن أطلقت أول قذيفة في الحرب الروسية الأوكرانية حتى بدأ السباق لإيجاد طرق مختلفة وغير تقليدية لإغاثة أكثر من خمسة ملايين طفلا أوكرانيا ليعودوا إلى مضمار التعليم من جديد بعد أن هشمت الحرب لهم مدارسهم و ما تبقى إستمر تحت وطأة السلاح و التهديدات المستمرة, وحتى يناير 2023 لم يكن قد اندمج سوى ثلث أطفال الأوكرانين في البلاد المضيفة  لنرى الأمم المتحدة تدعم التعليم عبر الإنترنت بكل ما أوتيت من قوة لمساعدة هؤلاء الأطفال لنتعامل مع مستويات جديدة مختلفة داخل التعليم عبر الإنترنت و لا تنسي أنهم أطفال صدمو ببلادهم تنهار و المستقبل يزداد ضبابية لهم فنبتت الحاجة إلى الاعتماد على التعلم الاجتماعي العاطفي لترى المؤسسات من كل حدبا وصوب تشارك بصناعة محتوي تعليمي مفتوح للطلبة الأوكرانيين باللغتين البولندية والأوكرانية تشاطرهم الرومانية بدعوة من مؤسسة مركز التعلم المهني في منظمة تعليم الطفولة الدولية. دفعت ويلات الحرب بالبشرية نحو السعي لأفاق لمن نكن نتخيل الوصول إليها كالإعتماد على التدريس الواعي بالصدمات و حزم التعليم المنزلي و غيرها الكثير من أدوات التعليم التي أخضعت توا على نطاق واسع, أنا لا أعلل شتاتهم في الأرض بل فقط أري أننا ألقينا في البحر و لعلها فرصة, فرصة نعرف من نحن, نتعلم كيف يمكننا صناعة أدوات جديدة لمواجهة الغربة, فكر كيف يمكن أن تساعدهم .

وفي الأفق أصبح مصطلح "لاجئو المناخ" يتردد كثيرا , أتا من البعيد يحذرنا من غضب الطبيعة لما سببناه من فساد, دعوة أخرى لنجد حلول مختلفة هذه المرة فعلى الرغم أن غالبية حركات النزوح المتسبب فيها الكوارث الطبيعية هي نزوح داخلية لكن تسارع وتيرة الجفاف والتصحر وتملح التربة والمياه الجوفية، وارتفاع مستويات البحر، وتغير المناخ ساهم كذلك في النزوح العابر للحدود الدولية.

وأخيرا يا لاجئي الفلسطيني أراك هناك تتشبث بحدود بلدك و الكل يدعي المساعدة يجذبونك من أطرافك ليستضيفوك في بلدانهم وأنت تقسم لهم لو أن بلادهم ترصف شوارعها ذهبا لما تركت القدس الأبية أبدي, فهل بدفعنا الفلسطينيين لينزحوا عن بلادهم نحميهم أم نقتلهم ؟ فاللجوء حقا للجميع و لكنه ليس بالحل, هو فقط اجراء وقائي و الحل أن تضمدوا نزيف اللاجئين هذا بأن تقصوا المحتل الغاشم عن بلدانهم, فشتات الفلسطينيين في بقاع الأرض يذيب هوايتهم و يجعلهم يندمجون هناك متناسيا بلادهم و من ثم يفقدون لسانهم و دينهم و بذلك تكون قد شاركت في ظلما أكبر, هنا الفلسطينيون ينبتون لنا حاجة جديدة في أن تكون هناك مناهج في كل بلدان العالم تذكر اللاجئين لديها بأوطانهم وأن العودة آتية لا محالة.

المراجع :

https://en.wikipedia.org/wi...

https://www.weforum.org/age...

https://www.weforum.org/age...

https://www.refugeecouncil....