يواجه بعض الآباء والأمهات مواقف محرجة حين يُقدم أحد أبنائهم على تصرفات غير لائقة، خصوصا تلك التي تنضوي على التقليل من شأن الوالدين.

ويشكو بعض الآباء أحيانا من توجيه المراهقين بعض الكلمات أو العبارات الجارحة، والتي تشعرهم بالإحباط، بل والحرج حين يتم الأمر أمام أحد الأقارب أو الأصدقاء. فما أساليب التربية التي عليك اتباعها في هذه الحالات؟ وكيف تكسب احترام ابنك وتجعله يحترم الآخرين أيضا؟

إن الأطفال لا يعرفون السلوكيات الجيدة، إلى أن يتم تعليمهم إياها من خلال تدريبهم على ما هو مقبول، وما هو مرفوض، وذلك من خلال تقديم نماذج مساعدة لهم.

يجب أن نعرف أن الطفل إذا جرح مشاعرنا مرة أو اثنتين واحتفظنا باستيائنا لأنفسنا، فلن نكون قدوة جيدة لهم، ليس لكوننا نضيع فرصة التواصل معهم فحسب، بل لكونهم لا يدركون عواقب أفعالهم، مما يدفعهم لمواصلة الإقدام على التصرفات ذاتها دون اكتراث.

هذا يعني أنك إذا أظهرت أنك مضاد للرصاص وأنك لا تتأثر بتعليقاتهم السلبية ولا تظهر غضبا من تصرفاتهم، فإنك بهذه الطريقة لا تعلمهم سلوكيات جيدة. ومن ثم، سيقومون برفع مستوى الرهان على قدرتك على تحملك

الأطفال قد يلجؤون لاستخدام الرسائل السلبية في بعض الأحيان، لأنهم يتألمون. و قد يعرف الطفل أن أفضل طريقة لإيذاء مشاعرك سواء أكنت أبًا أو أمًا هي أن يقول إنه يكرهك. إن ما يحاول طفلك قوله حقا هو أنه يكره ما يشعر به في الوقت الحالي، وأنه يعاني كثيرا من الألم. فهم لا يكرهونك في الواقع، لذلك خذ نفسا عميقا، واستغل الفرصة لمناقشة ما يمرون به.

من هنا، يمكنك -سواء أكنت أبًا أو أمًا- أن تستدعي لطفلك ذكريات عن مواقف تعرضوا فيها لجرح مشاعرهم حتى يتذكروا ما حدث ويدركوا ما تمر به الآن. "ويمكن أن يساعد هذا بتعليم طفلك مهارة التعاطف مع الآخرين. والأهم من ذلك، أن تبقي خطوط التواصل مفتوحة -رغم إيذاء مشاعرك- فمن المحتمل أن طفلك لم يكن ينوي إيذاءك". مع بضرورة تعليم الأطفال التحدث بلطف حتى يفهم المتلقي القصد مما يقولونه. وابدأ حوارك معهم بجمل مثل "أنا أحبك كثيرا، ولا أريد أبدا أن يحدث لك أي شيء، وأنا قلق بشأن…"؛ فهذا سيحدد نغمة ما سيأتي بعد ذلك من نقاش.

من تجربتك الخاصة: كيف تتصرف عندما ينفجر الطفل غضبا أو يقوم بتجريحك؟