تقول بروني وير صاحبة كتاب "خمسة أشياء يندم عليها المرء عند الموت" أنً من دواعي تأليفها لهذا الكتاب هو أنًنا "باعترافنا بحقيقة الموت ونهايتا المحتومة نصبح أكثر نبلاً فنوظف جهودنا في اتجاه قيم حقيقية". عملت وير في الرعاية التلطيفية للمرضى في مرحلة ما قبل الموت فراحت تقص علينا اعترافاتهم و أمنيات تمنوا لو عاد بهم الزمان وأنجزوها وندم على ما فرط منهم. 

الحقيقة أني تأثرت بقصص المرضى المقبلون على الموت غير أنً ذلك التأثر لم يدم طويلاً! ورحت أمارس ما كنت أمارسه وكأني على غير موعد مع النهاية المحتومة! كذلك أرى الناس من حولي يتأثرون تاثراً لحظياً ثم تجذبنا الحياة إلى ما كنا عليه!

أنا أرى رأي الكاتبة أنه من الفترض أن نكون أكثر نبلاً في الحياة بقراءة هذا الكتاب غير أنً الناس تشاهد قصصاً واقعية لتلك الحقيقة ثم لا يصيرون أكثر نبلاً بالضرورة بل قد يحدث العكس! نعم، يصبح بعض الناس أشد جشعاً ولؤماً وأكثر خساسة وخسة وطلباً للذات مهما تدنت بهم و أوصلتهم إلى عالم البهائم.

يقول النواسيً معللاً إدمانه على الخمر و اللذات: 

رأيت الليالي مرصدات لمدتي ...... فبادرت لذاتي مبادرة الدهر

فهو تيقن من حتمية الموت فراح يتهالك على اللذات. 

كذلك قال طرفة ابن العبد:

فإن كنت لا تستطيع دفع منيتي ............. فدعني أبادرها بما ملكت يدي

ليس هذا فقط بل رأيت على ظهر توكتوك مكتوب: عشها بسعادة ملهاش إعادة!!