غياب الدعم العاطفي في حياتنا يجعلنا أكثر صلابة أمام الحياة أم أكثر هشاشة ؟

أعتقد أن هذا الأمر يختلف من شخص لآخر حسب طبيعة شخصيته وظروفه، فهناك من يعتبر الدعم العاطفي الركيزة الأساسية التي تمنحه القوة لمواجهة التحديات اليومية، حيث يشعر بأن وجود من يسانده عاطفيًا يعزز من قدرته على الصمود، بينما هناك آخرون يرون أن غياب الدعم العاطفي قد يكون دافعًا قويًا لهم لإثبات أنفسهم وتحقيق أهدافهم، حيث يتعاملون مع الأمر كفرصة لإظهار قوتهم واستقلاليتهم، أي أن التأثير يعتمد على طريقة كل فرد في التعامل مع الظروف والتحديا بشكل عام.

أعتقد أن غياب الدعم العاطفي يجعلنا هشّين، حتى لو تظاهرنا بالقوة. أنا أعرف كيف يكون الشعور عندما تكون وحيدًا وتحتاج إلى شخص يمسك بيدك، لكن لا تجد أحدًا. في تلك اللحظات، كل الألم الذي نكتمه يظهر دفعة واحدة. الصمود لا يعني أنك قوي دائمًا.. أحيانًا، يعني أنك تحملت أكثر مما تستطيع.. ربما نحن بحاجة إلى الاعتراف بذلك بدلًا من إنكاره.

أظن صديقك انهار بسبب تراكمات لأنه في الحقيقة كان في داخله هشا لكنه فضّل إظهار القوة بدلا من الاعتراف و البحث عن حل

أعتقد أنه يجعلنا أكثر صلابة، وأتذكر هنا كتاب متعلق وهو يشرح أنماط التعلق، وتحدث عن نقطة أن الأطفال مثلًا، الذي كان عندهم دعم عاطفي وبيئة جيدة، فرصة تعلمهم أفضل؛ فقد كانت التجربة، قيامهم بوضع أمه معه في غرفة ألعاب وجدوا أن الطفل يقوم بالاكتشاف ويلعب. بعكس ماحصل بعدما قاموا بإزالة هذا الدعم فكان الطفل متوتر وخائف. ما أريد قوله هنا نعم الدعم يعيينا على اكتشاف الحياة والتطور. ولكن مثلًا صديقك هذا لقد ترك عمله، وترك الكثير خلفه، لعدم وجود هذا الدعم ممكن، ولأن قيمة العصفور حلت محل. ولكن مايلاحظ هذا الغياب، يجعل الشخص متخبط بعلاقاته واحتياجاته العاطفية.

غياب الدعم العاطفي في الحياة يمكن أن يؤدي إلى تأثيرات متنوعة على الفرد، ولا يمكن تصنيفها ببساطة على أنها تجعل الشخص أكثر صلابة أو هشاشة دون النظر إلى السياق الشخصي والتجارب الفردية. فكل شخص يتعرض لمشكلة يتجاوب بشكل مختلف معه ودعني أوضح بشكل أكبر ما أقصد بعض الأشخاص الذين نشأوا دون دعم عاطفي قد يطورون مستويات عالية من الصلابة والاستقلالية. يتعلمون كيفية التعامل مع التحديات بمفردهم وقد يصبحون أكثر قدرة على التكيف مع الظروف الصعبة مثل عندما يتم رمي طفل بعمر 6 شهور في حوض للسباحة من قبل مدربه فيعوم ، لكن في بعض الحالات التي يقوم فيها أولياء الأومور بفعل المثل مع اتباع التعليمات نفسها قد يغرق أطفالهم .. وهناك أشخاص قلوبهم الرقيقة لا تجعل لديهم المقدرة على التحمل فغياب الدعم العاطفي يظهر اديهم هشاشة عاطفية كامنة تكشفها الأحداث الصغيرة التي قد تبدو غير مهمة للآخرين قد تثير ردود فعل عاطفية قوية لدى هؤلاء الأشخاص بسبب عدم وجود شبكة دعم لتخفيف هذه المشاعر ، وهناك آخرين (أعتقد أنني منهم) حيث تميل تلك المجموعة للتظاهر بالقوة والاستقلالية لإخفاء حاجتهم العميقة إلى الدعم. هذا التظاهر قد يكون وسيلة لحماية أنفسهم من الشعور بالضعف وقد يربي مناعة فعلية [لم تكن موجودة لديهم ليصبحوا بالفعل أقوياء] .