انتشرت على وسائل التواصل حادثة تعرضت لها إحدى البلوجرات المصريات عندما كانت مع خطيبها، وتعدى عليهم أشخاص مسلحين، ومن أجل حمايته تلقت طلقة خرطوش مكانه، وانتهى الأمر بفقدانها الرؤية وقد تخلى عنها، لن أناقش أحداث الواقعة فدائما هناك روايات متعددة.

لكن هذا قادني للتفكير في مفهوم التضحية بشكل عام، ولماذا دوما ما نجد أن المرأة هي الأكثر تضحيةً في العلاقة مع زوجها ومع الآخرين، لا أعمم فبالتأكيد هناك نسبة من السيدات أنانيات، لكن بالمجمل أو للأغلبية المرأة أكثر استعدادًا للتضحية من أجل زواجها وزوجها وأطفالها، وهذا ليس كلامًا مرسلًا انظر داخل منزلك وسترى هذا النموذج في والدتك أو حتى زوجتك، نجد سيدات يتقبلن الضرب والإهانة في زواجهن تحت مفهوم التضحية للحفاظ على منزلها وزواجها، ونرى الأم قد تهمل صحتها من أجل أولادها وتضحي بنفسها من أجلهم أكثر من الآباء.

لكن ما السبب في ذلك، هل لأن السيدات عاطفيات ويفكرن بالعاطفة أم لأن المجتمع هو من رباهن على التضحية وخلط المفاهيم، ففي العلاقات إن تم الانفصال يكون أغلب اللوم موجه للمرأة، لدينا بمصر يقولون بأي مشكلة بين زوجين  "الست الشاطرة اللي تعرف تحافظ على بيتها" وكأنها مجبولة على الاهتمام بالآخرين، وكأن الطرف الآخر لا يتحمل أدنى مسؤولية.

قد يقول البعض وأين المشكلة؟ المشكلة أن هذه الإيدلوجية جعلت المرأة مهدور حقها اجتماعيًا، فهي تتحمل فوق طاقتها، على الرغم أن العلاقات السوية لا تقبل اضطهاد طرف لحساب الآخر ولا استغلاله وإرهاقه عاطفيا. اعلم أن سيأتي أحدهم ويقول هذا ضمن الحركة النسوية، لكن بالواقع هذا ضمن الاستقامة في العلاقات، الود والتقدير ليس إلا.