حينما تحصل الأنثى على سيارة فإنها تنظر إلى الذكر الراجل الذي لا يملكها على أنه كالأنعام بل هو أضل سبيلا، فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث، بل مثله كمثل الحمار يحمل أسفارا.

فالعالم ينقسم من زاوية نظرها إلى راكبين و راجلين، فالراكبون هم البشر العاديون الطبيعيون المتحضرون المتمدنون المواكبون للحداثة و روح العصر، بينما الرجلون هم البدو الرحل الملثمون الذين يمتهنون رعي الإبل في الصحاري و الماعز في الجبال و يسكنون الخيم و الكهوف و المغاور و يتغذون على التمر و الحليب و بعض الحشائش و النباتات.....

فالمرأة حينما تمر بسيارتها على رجل ينتظر سيارة الأجرة أو الحافلة، تتحرك في داخلها مشاعر العطف و الرأفة و الشفقة عليه، و تنظر إليه كما تنظر إلى ضحايا الحروب و المجاعات و الأوبئة الفتاكة أو كناجين من الفيضانات و الزلازل و البراكين...

و هذه النظرة ليست قاصرة فقط على صاحبات السيارات، و إنما حتى طائفة واسعة من الإناث الراجلات اللواتي رغم عدم امتلاكهن للسيارة إلا أنهن ينظر للذكر الراجل بطريقة دونية...

و هناك فئة كبيرة من المراهقات اللواتي يعتقدن في قرارة أنفسهن أنهن إذا أكملن دراستهن و حصلن على وظيفة فسيشترين فيراري أو لامبورغيني كما يشتري الفقير وجبة فلافل أو طعمية أو كبسة...

فالأنثى بشكل عام لا تنظر للسيارة على أنها وسيلة نقل و إنما هي مؤشر على المكانة الاجتماعية، و حتى مالكوا السيارات لا يتمتعون عندها بنفس القدر من الاهتمام، إذ أن مالكي مرسيديس و بي إم دابليوم و أودي مثلا هم النخبة و الصفوة، بينما يأتي بعدهم مالكو تويوتا و رونو و سيتروين كذكور من الدرجة الثانية...

و تظل الفتاة في مقتبل عمرها تحلم بالزواج من رجل يمتلك رانج روڤر و إذا تقدم بها العمر قامت بتخفيض سقف انتظاراتها إلى رجل يمتلك هوندا، و حينما تصل لسن متقدمة جدا تنسى أمر السيارة و تطلب من الله الحصول على رجل حتى لو كان يركب على حمارة شهباء...