منذ أن جئنا لهذه الدنيا ونحن تعلمنا أن نقدس العائلة، وهذا التقديس بكل يوم يزداد عن اليوم الذي قبله، إلى أن يبلغ ذروته ويبدأ في فرض نوع من السيطرة علينا.
فنجد أنفسنا نكن لهم قدر كبير من الاحترام، ونفرض على أنفسنا جزء من الالتزام بنصائحهم وتوجيهاتهم، بل ورغباتهم ما يطمحوا به أيضاً، وهذا قد يحدث في نطاق الوعي والتصرف الفردي وهنا يكون طبيعي وآمن نوعاً ما.
وقد تزاد قدسية العائلة إلى أن تبلغ سلطتها حد أن يفقد مقدسها سلطته على نفسه، فيجد أنه ينفذ أوامرهم وينصاع لرغباتهم، ويسير خلفهم مغمى ومعمي وفاقد الإرادة، وهذا سلبي يفقد المرء شخصيته، ولكن حب وتقديس العائلة قد يكون مبرر من يفعل.
ولكن أن يبلغ أثر العائلة السلبي حد التعنيف والأذى الجسدي هل هذا مقبول! صديق لأخي لاحظت في آخر زيارة له لنا أن على ذراعه أثر ضرب، وظظنته سقط أو اصطدم بشئ، ولكن تفاجئت أن عمه يضربه بحزام جلدي إذا غضب منه، وكلما اشتكى للأب يجد انفسه أمام عقاب أكبر، والغريب أنه توقف عن الشكوى وقال هذه عائلتي اقبلها وأحبها كما هي...
فبرأيكم تقديس العائلة مطلق أم لنا الحق في اتخاذ رد فعل بسبب تأثيرهم السلبي علينا ؟
التعليقات