التأخير كفن الحياة أم زاد الأحياء وطاقتهم للاستمرار وبذل الجهد

في الواقع رغم أنني أصبحت حاليا متأكدا من أن التأخير في بعض الأحيان قد يكون حاجة ملحة وضرورية في بعض الأحيان، إلا أنني دائما أسعى بصورة غريزية ولا إرادية ألا أتأخر عن تحقيق أي شيء، فدائما أضع قائمة مهامي نصب عيني وأبذل قصارى جهدي للانتهاء من كل المهام قبل موعدها، لكن حين تجبرني الحياة على التوقف وتفشل جميع محاولاتي للمواكبة، أستغل هذه الفرصة للتوقف والتفكير قليلا، فربما أعيد توجيه نفسي في وجهة مختلفة أو أصحح مساري في شيء معين أو ما شابه

الحقيقة هي أن من السهل جدًا أن نغلف التأخير بغلاف فلسفي جميل ونطلق عليه "استراحة محارب" أو "زاد الحياة"، ولكن في الواقع أن هذا النوع من التفكير هو مجرد مبرر للتسويف. نحن نعلم جميعًا أن التأخير في اتخاذ القرارات أو تنفيذ الأهداف لا يعني سوى الهروب من المواجهة. المحارب الحقيقي لا ينتظر، لا يستسلم للتأخير. على العكس، يسعى بكل قوته لإتمام المهام والانتصار في أسرع وقت ممكن.

أظن أن علينا أن نكون صبورين ولطفاء مع أنفسنا عندما نواجه التأخير، وعدم الاندفاع بالتوتر عندما نتاخر، بل أعتقد أننا تأخرنا في بعض الأوقات هو رحمة بنا حتي نعرف إذا ما أردنا من قبل هو ما نحتاجه حقا.