الشعور بالرغبة في التوقف عن العمل وبذل أي مجهود، ما هي تجاربكم معه؟

ينتابني نفس الشعور أحيانا عندما تزداد الضغوط والمسؤوليات بشكل كبير، وأشعر بالرغبة في الهروب لاستعادة التوازن الداخلي والسلام النفسي، وفي هذه الحالة يكون الحل الوحيد بالنسبة لي هو أخد فترة راحة قصيرة والابتعاد التام عن كل شيء لأعيد ترتيب أفكاري، وبعدها أقوم بالتفكير في الأشياء التي جعلتني أبدأ في رحلة تنفيذ أهدافي من البداية، وأتذكر جميع لحظات الإنجاز، وهذه الأمور قادرة على جعلي أعود بطاقة أكبر وقوة تجعلني أواصل الطريق دون ملل أو تعب.

قد تكون تتحدث عن الاحتراق او burnout كما تسمى.. عموما كانت هي أو لم تكن،

أرى، يا صديقي، أنك تصف حالة تبدو لي أشبه بالانفصال عن عجلة الحياة ذاتها، وكأنك تراقبها دون رغبة في التحرك. أقرب إلى حالة من الركود الداخلي، كأنك توقفت وسط طريق لا ترى له نهاية أو بداية، حالة من اللامبالاة، لا هي ألم ولا هي راحة.

لكن فكر معي قليلًا: ما الذي قد يدفع المرء لأن يُلقي أسلحته، وينزوي كطفل متعب؟ أليس هذا الشعور، بحد ذاته، رد فعل عقلاني على طغيان الروتين والضغوط؟ إذ ربما عكست عيناك الهدوء من الخارج، لكن داخلك كان يغلي بأسئلة غير مجاب عنها، بطموحات لم تتحقق أو بأحلام انطفأ بريقها مع الوقت.

هل يمكنك، ولو لمرة، أن تتقبل هذا الجمود لا كفشل، بل كنوع من التوقف الهادئ، راحة للعقل لا تفريطًا في الإرادة؟ قد أقول لك (وقد جربت هذا الشعور) أننا نحتاج أحيانًا لأن نسمح لأنفسنا بهذا السكون كي نجد لاحقًا الطاقة للعودة، إذ غالبًا ما يحمل هذا الركود إجابة مخفية. فما رأيك لو، بدلًا من مقاومة هذه الحالة، أن تصغي لما تود أن تقوله لك عن نفسك وعن حياتك؟

تأتي علينا فترات من حياتنا نعاني من هذا الشعور، ويسيطر علينا الزهد في كل شيء. عن نفسي أقومُ بترك كل شيء وأخرج لأمارس سلوكًا غير معتاد عليه، مثل:

• المشي لوقت طويل مع سماع درس من التاريخ الإسلامي (خاصة الفتوحات الإسلامية)، أو كتاب مسموع.
• أو الاعتكاف في المسجد لأداء عبادة غير معتاد عليها، مثل: ورد كبير للصلاة على النبي، أو استغفار، أو ختم القرآن في يومين.
• الخروج في نزهة لا تقل عن يومين مع الأصدقاء
• المشاركة في أعمال أحد الجمعيات الخيرية

هذه الممارسات جربتها، وكانت تأتي بنتائج إيجابية، وسرعان ما أعود لحالة الإنجاز والنشاط مرة أخرى.

ما يشغل بالي حقًا: ما هو سبب مجيء هذا الشعور؟

لا أدري هل تقصد التوقف عموما، ليس عن العمل فقط بل كل شيئ بالحياة، هذا أقرب للاكتئاب حسب درجته وقوته، أما إذا كان بخصوص العمل فقط فهو صدمة نتيجة ضغوط أو عدم أخذ راحات أو نتيجة تعب مستمر، توقف لالتقاط الأنفاس؟ نعم مررت به كثيرا.هل هذا ما تقصده يا صديقي؟