مع أم ضد الاستمرار بالإنفاق على الأهل بعد الزواج؟

أعلم أن الأوضاع تتغير بعد الزواج ولكن هذا ليس مبرراً لترك الوالدين يموتون جوعًا رغدة، من المهم أن يتشارك الأبناء في الإنفاق ورعاية الوالدين مهما كانت الظروف، والتوازن هنا مهم وللأسف ما يسبب المشاكل هو عدم قدرة البعض على الموازنة بين الإنفاق على أسرته وعلى والديه، فبالتأكيد لا أدعو لتجويع الزوجة والأبناء من أجل الآباء.

الأمر معقد ولكن بحاجة إلى أن ينأى الشخص بنفسه قليلاً ثم يفكر ويرتب أولوياته ونفقاته، أما عن الزوجة التي تمنع زوجها من الإنفاق فهذه لا يؤخذ بقولها أصلاً.

أبائنا بعد عمر معين يصبحو بسعر ابنائنا ...

وكما تنفق على طعام وصحة واحتياجات اطفالك تنفق على الاهل ( بالمقدار اللذي يحتاجوه ويعجزو عن تلبيته ).

تبدو قاعدة عادلة في نظري ...

وطبعا سنجد حالات يستمر الاهل بمساعدة ابنائهم و احفادهم ماليا ...

يجب على الزوج أن ينفق على زوجته وأولاده بقدر الكفاية، في المأكل، والملبس، والمسكن، وأن نفقة زوجته، وأولاده مقدمة على نفقة الأقارب، ولكن يجب تتفهمي في الوقت ذاته ما تمر به البلدان من حال يقتضي التكافل، والتعاون، بسبب العوز، والحاجة، والفقر، ثم إن ما ينفقه الزوج قد تكون عاقبته بركة في المال، وعافية في الأهل والولد..

والمبادرة في تقديم المساعدة، حتى وإن لم يطلبها أحد والدي الزوج والزوجة من شأنه زيادة الاحترام والرضى المتبادل بينهم، كما أنه يشعرهم بأنهم عائلة واحدة تساند بعضها وتتشارك بمهام الحياة وظروفها على اختلافها.

برأيي

انه لايوجد افضل من تطبيق ومراعاة الشرع في مسألة الانفاق لان الله الذي شرع اعلم بطبيعة البشر ونفوسهم .. وبذلك حفظ حق كل انسان حتى لايقع في ضغوط او مشكلات او استغلال او طمع ...

مارأيت احد بادر واعطى عطاء غير محدود مطلق الا وسجن بين قضبان الاستغلال وطمع الاخرين واصبح عطاؤه حق لاتراجع فيه وفوق ذلك يساء اليه فيصبح عبدا لهم وماله حق لهم حتى وان انجب يحرم ابناؤه الخير بسبب عطائه السابق او يسجنوا معه بنفس السجن من قبل الاقوى المستغلين ..

لا ارى انفاق الانثى الا خراب للرجال عامة .. وكل فرد في الجيل تجده بلا كرامه ولاقوامة يمد يده للانثى ويأخذ-غالبا تربى على يد انثى انفقت سواء كانت أم او أخت وتبع ذلك الزوجة .. وينتج عن ذلك تبادل الادوار الذي يؤثر على التربية والسلطة الاسرية ويخرج جيل مضطرب .. ناهيك على كون الانثى في النهاية تكون ضحية .. ويتبع ذلك مشاكل مستمرة و طلاق ..

اما عن السؤال والذي هو عنوان المقال لا اراه سؤال صحيح .. فهو ليس سؤال انما تبيين .. والانفاق من اهل الواجب والفرض لايسأل عنه بل ينفذ .. فالابن مكلف بوالديه على الاطلاق واختوته القصر الذكور الى ان يبلغوا واخواته الى ان يتزوجوا .. لا يحق للزوجة ان تمنعه نهائيا ..لادخل لها اساسا .. وعلى الزوج ان لايخلط الامور غيقصر مع الزوجة بمقابل عاىلته ولا يقصر مع عاىلته والديه مقابل زوجته وابنائه عليه ان يوازن ويقدر الامور ...

البنت ليس واجب عليها ان تنغق على والديها واخوتها بل يُنفق عليها حتى بعد الزواج .. الا ان ارادة من عندها احسانا وصدقة واجر فهذا يعود لها ولكن لاتطالب بالرد فما كان لله فلله .. وتتحمل نتيجة فعلها وقرارها وتبعاته ...

بالتأكيد أؤيد الإنفاق على الأهل في حالة احتياجهم لذلك، وحتى في حالة عدم احتياجهم لا مانع من شراء بعض الهدايا أو الاحتياجات من وقت لآخر كتعبير عن الحل والتقدير.

ولا يوجد شك في أن بر الوالدين يتطلب الرحمة بهما وبالظروف العصيبة التي يمرون بها في أي وقت، لذلك لا بد من تخصيص مبلغ من المال حسب الميزانية الشهرية للإنفاق على الأهل بطريقة لا تؤثر سلباً على معيشة الطرفين سواء الأسرة أو الأهل، فالحل يكمن في وضع خطة تتضمن الاحتياجات الهامة للأسرة وللوالدين والسعي إلى وضع الأولويات التي تستحق الشراء قبل غيرها، أما من يرفض الأمر سواء الزوج أو الزوجة فلا أعتقد أنه يتحلى بالإنسانية أو تصلح الحياة معه، فالأمر يتوقف على صاحب المال ولا علاقة للطرف الآخر بذلك على وجه الخصوص.

ما هي معاييركم التي تتخذون على أساسها القرار؟

مدى احتياجهم لذلك، فهناك عائلات مقتدرة حتى لو كانوا تقاعدوا وهو من يعطوا أولادهم، لذا الحاجة هي التي تحدد، وفي هذه الحالة من لديه القدرة يعطي سواء كان ابن أو ابنة، لأن هذا واجب طالما الابنة لديها مصدر دخل وتعمل، فلولا وقوف أهلها بجانبها لن تكون على ما هي عليه الآن، وإن اعترض زوجها مثلما يفعل البعض، يكون الرد امنع ما تنفقه أنت أيضا على عائلتك، لأن بهذه المسؤولية لا فرق بين ابن وابنة طالما الاثنان مقتدران ولديهما دخل، وهنا ممكن أن يجلس الأبناء معا، ويحددوا مبلغا ماليا وفقا لاحتياجاتهم وكل ابن أو ابنة يساهم بمبلغ وفقا لقدرته المالية، ويُعطى لهم، هذا المبلغ سيكون مصدر البركة بحياة الأبناء

طبعاً عدم الإنفاق أتريدين عقوق الوالدين يتخاصم معنا؟! معايير العقوق!!

مع

بالطبع مع الانفاق، صحيح أن الاولويه للزوجة والابناء ولكن لايمكن ابدا ترك الوالدين في حال كانت حالتهم المادية صعبة، وان كان لديه اخوان فمن الطبيعي ان يتولون المسؤولية حسب للقدرة، فمثلا القريب من سكنهم يتولى امر المشتريات، والبعيد يتحمل الفواتير، وهكذا، يعني الوضع مرن. لكن الذي لا مفر منه هو اعانتهم ماليا، حتى لو كان لديهم ابن واحد وهم معسرين، من الطبيعي ان يتقاسمون رغيف الخبز معا!

بالنسبة للفتاة لو كانت تعمل، بصراحه من المفترض ان يكون لديها مرونه اكثر من الزوج، يعني ليست ملزمة بالانفاق على الابناء والزوج، فمن الطبيعي ان تتولى مسؤوليات والديها المالية، او جزء منها، اما لو كانت لا تعمل فلا تلزم زوجها بذلك، فقط من مالها الخاص، حتى لو كان غنيا.

أعتقد أن الأسرة في عرف الكثير من الناس تعتمد على إجراء صفقة تبادل مصالح بين ( الأبناء و منجبيهم ) و تعتمد على رد الجميل و الإبن الذي لا يستطيع رد الجميل يقومون بنبذه و طرده و قديما في الجاهلية كانوا يقتلون الإناث أو يزوجوهن باكرا بإستخدام الإكراه و الإجبار و يتشاءمون منهن بسبب أن الأنثى تمثل عالة عليهم و تجلب لهم العار و تأكل من أموالهم و لا تقدم للعائلة الإضافات و الأرزاق التي يبحثون عنها بسبب جشعهم و تنافسهم في مجال الأرزاق المادية حتى لو على حساب المشاعر و على حساب كرامة الإنسان .. و هذا الشيء يعتبر من إحدى أكثر القبائح الأخلاقية المرتكبة في حق الأطفال سواء كانوا بناتا أو ذكورا .. فمن المحرم التصرف في حياة الأطفال دون مراعاة لمشاعرهم و لشخصيتهم ..

أما مسألة ( رد الدين ) من الطفل لوالديه هذا شيء مختلف فيه و يكون حسب استطاعة الطفل .. لأن الطفل يعتبر مكلف بصناعة حياته الخاصة وفق شخصيته و نظامه و رؤيته .. و استقلاليته هذه لا تعني أنه سيتنكر لجميل و فضل والديه عليه .. لأنه سيقوم بما يستطيع عليه لأجل برهما و أن يكون في حاجتهما مثلما كانا في حاجته منذ طفولته .. مع أنني أعتقد أن الأخلاق السليمة تقتضي أن الواجب يقع على الوالدين أكثر مما يقع على الأبناء .. لأن الوالدين هما من اختارا بإرادتهما الحرة إنجاب الأطفال و لم يكونا مجبرين على ذلك و يفترض أن يكون الزوجين قبل الإنجاب أن يكونا مستعدين نفسيا و ماليا و صحيا على التربية و الإنفاق و الرعاية و تقديم كافة المتطلبات للأطفال من دون الارتباط بأي شروط معهم .. لأنني أنجبتهم لكي يصنعوا حياتهم الخاصة لأنفسهم وفق فهمهم و رؤيتهم و شخصيتهم .. و لم أنجبهم لأجل نفسي لكي استعبدهم و اسلب حريتهم و ارهقهم بما لا يطيقونه .. لأنني إن فعلت ذلك سأكون ظالما في حقهم .. و هذا باب عظيم لحصول سخط الله و غضبه ..

في حال إحتياج الوالدين للنفقة فهي في هذه الحالة مُلزمة وعدم الإلتزام بها فهو عقوق لهما، وإن لم يكونا بحاجه فهو من البر ورد القليل من فضلهم عليك.

القوامة هي صفة من صفات الرجال ومن شروط القوامة هي الإعالة، وليس من حق الزوجة التدخل في تحديد الأولويات في طريقة إنفاق الزوج على بيته وأهله، في حال وجود تلك الصفة في الزوجة فهي زوجة غير سوية أخلاقياً.

أما في حالة الزوجة هي من تنفق على أهلها فالأصل هو أن الزوجة ذات زمة مالية منفصلة وليس للزوج الحق في التدخل بشئونها المالية، وإن كانت لا تمتلك ما تنفق به على أهلها فعلى زوجها أن يساعدها على إعالة والديها وبرهما قد ما استطاع.