ما المشكلة في عمل الأطفال الهيّن إن لم يتعارض مع المدرسة والتسلية؟

لا أؤيد عمل الأطفال بجانب دراستهم لأن هذا من شأنه أن يشتتهم وهم في عمر لا يحتاجون فيه للعمل وإنما يحتاجون فقط للتعلم والتطور وهم مسؤولية والديهم، وعن تجربة شخصية صادفت الكثير من طلاب المرحلة الابتدائية الذين يعلمون بجانب دراستهم، وبكل صراحة لم يكن أي منهم يتمتع بمستوى دراسي يساعده على النجاح والتقدم في دراسته، ربما تكون هناك فروق فردية بين الطلاب، ولكن الشائع والواقعي هو أن الدراسة تتعارض مع العمل لدى الأطفال الصغار.

لقد عملت وأنا في سن صغيرة أيضًا ويمكنني القول إن العمل في سن صغيرة ليس بالضرورة أمراً سلبياً بالعكس، الأطفال الذين يبدؤون العمل في مرحلة مبكرة قد يكتسبون مهارات لا تُقدر بثمن، فهم يتعلمون المسؤولية، الانضباط، وإدارة الوقت بين الدراسة والعمل، وهذه التجارب تعزز من شخصياتهم وتجعلهم أكثر استعداداً لمواجهة تحديات الحياة. فالحياة ليست المدرسة فقط بل الحياة نفسها مدرسة يجب أن نتعلم فيها. ها قد أنا أعمل الآن كطبيب ولم يؤثر ذلك بالسلب عليّ، ولكن

يجب أن نكون واقعيين ونعترف بأن ليس كل طفل يتمتع ببيئة داعمة مثل تلك التي وصفتها أو التي عيشتها أنا لأن فيحالات كثيرة يُجبر الأطفال على العمل لساعات طويلة، ليس من أجل التعلم والتطوير الشخصي، بل لأنهم يصبحون مصدر دخل لأسرهم. هذا النوع من العمل يُعرّضهم للاستغلال ويمنعهم من تحقيق ذاتهم، مما يؤدي لضياع مستقبلهم.

الفكرة في نوعية العمل الذي قد يقومه الطفل إن كان كما تقول "هين" فلا أرى مشكلة في ذلك، بل أنها قد تولد شخص متعلم وبارع في التواصل مع الآخرين.

المشكلة تحدث عندما يلزم الولد على العمل الصعب المنهك للجسد والذي قد تؤثر عليه سلباً في دراسته وعلمه التي تعد الحجر الأساس للشخص في حياته.

هناك آراء متضاربة ومتنوعة تجاه هذا الأمر. بعض الناس يرون أن العمل في سن مبكرة يمكن أن يكون تجربة قيمة تعلمية وتنموية، بينما يعتبر آخرون أن الأطفال في هذا العمر بحاجة إلى الوقت الكافي للعب والاستمتاع بطفولتهم دون الضغط بالعمل.

في رأيي الشخصي فأن الأمر يعتمد اولأ علي اهل الطفل نفسه، أذا رأوا أن هذا الأمر في مصلحة الطفل نفسه ام لا، ثم علي الطفل أذا رغب في المعرفة وفي تعلم شيء جديد.

ولكن هناك الكثبر من المخاطر التي قد يتعرض لها الطفل نفسه لذأ علي الأهل أن يكونوا مدركين بهذه الأخطار اولأ.

إعطاء مهام للطفل في حدود مقدرته والعمل على زرع روح المسؤولية داخله في سن مبكرة تجعله مستعدا لمواجهة تحديات الحياة ،لكن المشكلة لدى معضم البشر هي التمادي في أحد الخيارين، إما بالاجتناب ككل أو استغلال عمالة الأطفال. أي بناء جيل مدلل، مراهق في سن الخامسة والثلاثين (35) ما زال يبحث عن مكانه في الحياة أو أطفال خارج المدارس دون سن الثالثة عشر (13).

ونحن لا نتحدث عن الذين قادتهم الضروف القاهرة إلى تلك الحالة، بل نتحدث عن المجتمع الذي توافرت لديه سبل النجاح لينتهج أحد هذين النهجين دون الأخذ بالإعتدال.