ظاهرة أطفال الشوارع، القنبلة الموقوتة.

المقترح الأمثل بالنسبة لي هو أن يتم سن قانون يجرم ترك الأطفال في الشوارع بالنسبة لمن لهم أب وأم، وأن تعلن الدولة أن أمام هؤلاء فترة محددة لأخذ أطفالهم من الشوارع وبعد هذه الفترة يبدأ حصر لهوية الاطفال بالشوارع ومن له أب وأم تركوه يتم معاقبتهم ومسألتهم قانونياً.

بهذه الخطوة سيقل عدد اطفال الشوارع والبقية يتم توزيعها على دور الرعاية والحكومة تتكلف بهم، والجدير بالذكر أن أغلب هؤلاء الأطفال ليسوا أيتام ولكن يتعرضوا لتسريح من الأسر ولذلك أقول أن التجريم سيكون له طيب الأثر

من وجهة نظري، الحل العملي والأكثر واقعية للحد من ظاهرة أطفال الشوارع هو تعزيز التعاون بين الجهات الحكومية، والمنظمات غير الحكومية، والمجتمع المحلي، حيث يجب توفير برامج تعليمية وتأهيلية للأطفال المعرضون لهذا الخطر، وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي لهم ولعائلاتهم، كما أن توفير فرص العمل للأسر الفقيرة، وتحسين الظروف المعيشية لهم، يساعد بشكل كبير في الحد من هذه الظاهرة، الحل يكمن في بناء شبكة دعم شاملة تضمن استدامة تأثيرها، وهذا بالطبع بعيدًا عن الحلول الفردية التي قد تكون غير فعالة على المدى الطويل.

أعتقد أنه لا وجود لحلول فردية فعالة للمشكلة. فماذا يمكن للأفراد أن يفعلوا سوى - في أفضل الحالات - أن يتكفل كل شخص مقتدر بطفل أو اثنين أو أكثر حسب مقدرته. لكن هذا لا يكفي مطلقا. يجب على الحكومات أن تتدخل، عن طريق دعم التعليم الإلزامي وتوفيره بالمجان لغير القادرين مثلا وتوفير برامج مخصصة لإعادة تأهيل هؤلاء الأطفال نفسيًا واجتماعيًا. الجمعيات المدنية أيضًا بحاجة إلى المزيد من الدعم، ليس فقط المادي، بل بالمشاركة الحقيقية من الأفراد.

ظاهرة أطفال الشوارع ظاهرة معقدة تمثل تحديًا كبيرًا يواجه المجتمعات بالأخص المجتمعات المتأخرة التي تزيد فيها مشاكل الجهل والبطالة والفقر والفساد السياسي والمجتمعي، حيث يتعرض هؤلاء الأطفال لمخاطر جسيمة نتيجة لغياب الرعاية والأمان. وأظن أن أفضل شكل للحد من هذه الظاهرة، سينقسم لقسمين (مرتبطين يتم تنفيذهم بالتوازي) حيث أن كلاً منهم يؤثر ويتأثر بالآخر

القسم الأول يبدأ من خلال: أن تتبنى الحكومات استراتيجيات شاملة تتضمن عدة جوانب مختلفة. بالتركيز أولاً على تحسين الظروف الاقتصادية للأسر المهمشة والفقيرة، من خلال توفير فرص العمل والدعم المالي لهم، مما يقلل من احتمالية ترك الأطفال في الشارع. ثانياً، يجب تعزيز النظام التعليمي، بحيث يكون التعليم متاحًا ومجانيًا للجميع، مع برامج توعية تستهدف الأسر حول أهمية التعليم. ثالثاً، ينبغي إنشاء مراكز دعم ورعاية للأطفال في الشارع، تقدم لهم المأوى والرعاية الصحية والدعم النفسي. 

أما بالنسبة للقسم الثاني وهو يعتمد على دور الأفراد، فإن المشاركة في العمل التطوعي مع الجمعيات المحلية يمكن أن يكون له تأثير كبير وأعتقد أن موضوع صديقنا @Eslam_salah1 الذي يتحدث عن زاوية مختلفة للمشكلة بعنوان (260 مليون طفل في العالم لا يحصلوا على تعليم) يعكس تأثير تسرب الأطفال من التعليم بسبب الفقر الشديد جانب أظن أنه يكمل الصورة نفسها فكثير من الاطفال المتسربين من التعليم والذين تجبرهم أسرهم للعمل الشاق الأشبه بالسخرة يدفع الأطفال بشكل لاحق للهرب تحت الضغط للشارع وهو يفاقم المشكلة.وأظن أن الحل الأمثل بهذا الخصوص يأتي من خلال دعم المبادرات التي تهدف إلى توعية المجتمع حول هذه القضية، والمساهمة في جمع التبرعات أو تقديم المساعدة المباشرة. علاوة على ذلك، يجب أن نكون صوتًا للأطفال في الشارع، من خلال الضغط على الحكومات لتبني سياسات فعالة. إن العمل الجماعي والتعاون بين جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك المجتمع المدني والقطاع الخاص، هو السبيل الأمثل لتحقيق تغيير فعّال ومستدام، بدلًا من الحلول الفردية التي قد لا تؤدي إلى نتائج ملموسة.

ربما نسيت ذكر السبب الجنائي، حيث يتم خطف الأطفال لبيع أعضائهم أو لاستعبادهم في مهنة التسول