تميل معظم الأمهات إلى وضع حدود ثابتة لكنها تتفاوض كثيرا مع الأطفال وتتراجع أحيانا، بينما معظم الآباء صارمين ولا يسمحون بالتفاوض، سيتصرف الأطفال بمزيد من المقاومة مع الأم والتزام أكثر مع الأب. وفي نمط آخر، قد تكون الأم متساهلة والأب يتعاون مع الأطفال في وضع الحدود، سيستجيب الأطفال لكل والد بطريقة مختلفة، ويستغلون تساهل الأم لإحداث فوضى أكثر بينما يلتزمون بالحدود التي وضعوها مع الأب. المهم هو ملاحظة تأثير أسلوب التربية على سلوك الطفل لتعديل الديناميكية وفقا للحاجة.

تلاحظ الأم أن طفلها يميل إلى إثارة الفوضى والانشغال بها طوال اليوم، متجاهلا توجيهاتها، بما في ذلك القواعد التي تضعها له مثل مواعيد النوم أو تنظيف الأسنان، حيث يتجنب الالتزام بها. لكن المفاجأة التي تواجه العديد من الأمهات، هي أنه عند عودتها بعد غياب قصير وترك الطفل مع الأب، تجد المنزل أكثر هدوءا وتنظيما مما كانت تتوقع. وتكتشف أن الطفل كان مطيعا واتبع القواعد التي وضعها والده، بما في ذلك الالتزام بموعد النوم، وكان سلوكه ممتازا.

وجد العلماء أن تأثير الأب على الطفل يفوق تأثير الأم، بل يصل إلى حد تغيير سلوكهم بشكل ملحوظ، حيث يتضح أن أسلوب التربية الذي يتبعه الأب يكون أكثر تأثيرا بشكل كبير مقارنة بأسلوب الأم.

تعاني الأمهات من تصرفات الأطفال ورفضهم اتباع القواعد أو الاستماع إلى التعليمات التي تتكرر عشرات المرات خلال اليوم. في المقابل، يلتزم الأطفال بالقواعد في حضور الأب، ويبدون اهتماما بتوجيهاته من المرة الأولى. فما السبب وراء تصرف الأطفال بشكل أفضل عندما يكون الأب حاضرا؟