لا يمكن أن ينضح الإناء إلا بما فيه، إذ يستحيل أن تملأ الوعاء حليبا ويَرْشَحُ زيتا. وينطبق الأمر على الانسان إذ مهما يُخفِ معدنه لابد ينكشف ويظهر جليا للعيان.
فإلى أي حد تتفق مع المقولة" كل إناء بما فيه ينضح، وكل ذات بما فيها تفيض"؟ وهل تستطيع فعلا تعيير الناس، اعتمادا على هذه المقولة؟ أم أن هناك أناسا يبرعون في مداراة ما بداخلهم ويفيضون بغير ما يتصفون به؟
لا أحب تعيير الناس أو الحكم عليهم، ولكن المقولة أتفق معها وكما نقول تظهر معادن الناس الحقيقية في المواقف الصعبة فيظهر على حقيقته مهما حاول التصنع من قبل أو مداراة حقيقته ربما لأنه بارع في إخفاء حقيقته أو لأنه كان يحاول أن يداريها لأنه لا يحبها ولكن في النهاية الظروف والمواقف تظهره على حقيقته.
أرى أن هذه المقولة تعكس بالفعل طباع الإنسان الداخلية، حتى إذا اختفت هذه الطباع بشكل مؤقت بالتأكيد ستظهر مرة أخرى عاجلاً أم آجلاً، لذلك بالرغم من أن العبارة تكون صحيحة أحياناً إلا أننا لا يمكننا أن نحكم على أحد بشكل نهائي بناء عليها، وذلك لأن الإنسان بطبعه يتغير باستمرار، لذلك لا أعتبر تلك المقولة قاعدة عامة.
أتفق معك بسمة، لا يمكننا الحكم على الانسان بشكل نهائي، لأنه يتغير مع الزمن وقد يتحسن أو يسوء بحسب ظروف وملابسات حياته، كما أشرتِ، ولكن هذه المقولة تبقى صالحة دائما، لأن حتى وإن تغير الفرد، سيفيض بالجديد الذي اكتسبه بعد تغيره.
أعتقد أن هذه المقولة قد توقعنا في فخ الحكم السريع على الناس.مثلا، لنتخيل أننا قابلنا شخصًا يبدو قاسيًا، لكننا لا نعرف ما يمر به أو كيف كان يومه. يمكن أن يكون هذا التصرف هو تنفيس عن غضبه أو عن الضغط الذي هو فيه، لكنه في الحقيقة شخص طيب ولكن ظروف مقابلتنا له كانت غير مناسبة.
على النقيض، هناك أناس ينضحون بما ليس فيهم عن قصد، فهم يتمتعون بمهارة في إظهار صورة مختلفة عن حقيقتهم لأنهم أحيانًا يكون لديهم دوافع خفية.
لذا هذه المقولة من رأيي ضعيفة ولا يمكن الاعتماد عليها.
بالفعل، لا يمكننا اعتماد هذه المقولة في تعيير الناس، ما لم تجمعنا بهم علاقة طويلة نسبيا، ليتسنى لنا الحكم عليهم من خلال ما يتبدى لنا من تصرفاتهم خلال المواقف المتكررة.
هناك أناس ينضحون بما ليس فيهم عن قصد، فهم يتمتعون بمهارة في إظهار صورة مختلفة عن حقيقتهم لأنهم أحيانًا يكون لديهم دوافع خفية.
في رأيك هل يستطيع هؤلاء إخفاء حقيقة معدنهم طوال حياتهم؟ ولماذا؟
هناك ثلاث صنف من الناس صنف يبرع في مدارة ما بداخلهم ويفيضون بغير ما يتصفون به وصنف ينضح بما فيه وصنف اذا ما ضاقت ذرعاً يعتزلون الناس كي لا يصيبوهم من كئابة ما يشعرون
اذا كان الناس اتفقوا على مقولة اعتزل ما ئؤذيك فالأحرى ان يعتزلون الناس اذا ما كانوا سيؤذونهم خاصة نفسياً
نعم، الأجدى لنا أن نعتزل ما يؤدينا، وأكثر الناس أذية هي، التي تعلن ما لا تضمر، فلا تعرف منها لاحق ولا باطل.
مع تقدم السن يتوقنين ان هذه الدنيا لا تساوي لحظة ضيق مررتي بها من أجل شخص فقط اعطي بلا هدف وبلا مردود ولا تنتظري مقابل كي لا تتعشمين بمن لا يصدقوا العشم
مهما حاول الإنسان إخفاء شخصيته , جيدة كانت أم سيئة,وضيعة أم كبيرة إلا أن تلك اللحظات العابرة والجمل القصيرة التي تأتي على غفلة هي التي تكشف لك عن معدن الإنسان , وتجعلنا نعرف دواخل شخصية ذلك الإنسان .
أتفق معك، زلات اللسان والهفوات تكشف عن معدن وطبع الانسان الحقيقين، مهما يتخفَّ وراء شخصيات مزيفة
لايمكن أن ينضح إناء بغير مافيه، ولكن لايخفى عليكي أن التمثيل هوا داخل أوانى بعض البشر فيمكنه أن ينضح بالتمثيل بأي شئ ولكنه لن ينضح بالشئ نفسه، سيمثل أنه ينضح به لكن لن ينضح به.
صحيح، هناك أناس بارعون في تقمص شخصيات لا تمت لهم بصلة، ويفيضون بعكس حقيقتهم، ولكن كيف يتسنى لنا كشفهم والوصول إلى طبيعتهم؟
التمثيل لايدوم كثيراً مع الوقت يعود كل شئ لطبيعته، ويتكشف أمرهم، لذلك لاتحكم على شخص من اول ٣-٤ مقابلات او لقاءات.
أم أن هناك أناسا يبرعون في مداراة ما بداخلهم ويفيضون بغير ما يتصفون به؟
أعتقد لن يفلح ذلك معهم في العلاقات الطويلة، خاصة وأن أي مقدار - ولو بسيط - من الفراسة يستطيع كشف شخصية الإنسان مهما حاول الآخر إخفاءها.
اختلف مع هذه المقولة وأرى أنها سطحية للغاية، فهناك من يجيد إخفاء طباعه وأفكاره وحكمه على الأمور وحتى أحلامه وتوجهاته وما إلى ذلك وكأنه يمتلك شخصيات متعددة يبدل بينها، بالطبع لا يجيد الجميع فعل ذلك ولكن بيننا فئة كبيرة بارعة في هذا الأمر.
ولكن مهما يكن الإنسان بارعا في إخفاء طباعه ومعدنه، لا بد يوما ينكشف، إلا إذا لم يهتم أحد بكشفه، وكان قليل التعامل مع الغير، وقد يعد استثناء يزكي القاعدة.
التعليقات