يمكننا الطلب من جيران حزانى لوفاة أن يخفضوا أصواتهم لأن ذلك يخيف أطفالنا؟

العقد الاجتماعي لا يسمح لك أن تفرض وجهة نظر تلك على غيرك، لا يكلف الله نفسا إلا وسعها، تحملت أنت فكن شكورا، وادعوا لهم بالصبر لعل الله يهديهم ويقويهم. إما أن تعمل بالحل الذي تقترحه الأخت هاجر، وإما تحاول أن تأخذ بنصح بسمة حول التأدب عند الطلب، أنت من عليك مراعاة جارك هنا، لا العكس، وإما اهجر المكان وجهز لنفسك منزلا لا تسمع فيه نويح جيرانك، أنت لم تشتري الشارع بمالك، وبصراحة استفزني موقفك (تجاه عائلتك، تجاه صديقك، والآن تجاه جيرانك)، خاصة وإني نشأت في كنف أسرة، كانت لا تسمح بفتح التلفاز أو أن يرتفع صوتنا أربعين يوم فقط لأن هناك شخص مات في حارتنا (نحن من نخفض صوتنا، وليس أهل المرحوم بإذن الله).

أنت غاضب من الجميع

أنا أيضا غاضب من الجميع

صدقني لا يمكن ردع العادات بالقانون مهما حاولنا ولعلك ترى الكثير من الأمثلة على هذا فالعادة (سواء كانت خاطئة أم صحيحة) لا تقاوم إلا بالتثقيف, على سبيل المثال هذه الفترة أرى الكثير والكثير من الناس قد توقف عن عادة العزاء لثلاث أيام ويكتفون بالعزاء على المقابر, فهذا أمر صحيح قد عرفه الناس عن طريق التثقيف, مثلاً عادة الأفراح في الشارع وغلق الطرقات بما يسمى عامياً ( الزفة) هل تمكن أي قانون في مصر من وقف هذا ! لا لأنها عادة للأسف

ما أقصده هو إعطاء الأولاد الفرصة للتحدث معك عما يشعروا به حيال الموقف. ستجد عندهم أسئلة كثيرة، فاسمعهم وساعدهم على المرور بهذه المشاعر التي يحسون بها وفهمها. هذا أفضل بكثير من تركهم يتأزمون نفسيا أو يفترضون افتراضات خاطئة (هذا هو ما يجلب التروما) وليس التحدث، والنقاش، وجلوس شخص معهم هادئ ليقوم بتهدئتهم ومساعدتهم. ستخبرهم بطريقة مناسبة لفهم طفل ماذا يعني هذا الحزن، وسبب صراخ الناس، ولماذا يجتمعون مع بعض في هذا الوقت لدعم بعضهم.

حلك هو أنك تسكن في منقطة خاليه من الناس .