بصفتي مطلعة على قصص الجرائم (الواقعية) وليست تلك التي في روايات أجاثا كريستي، من أكثر الحوادث التي تسدعيني دائمًا للوقوف عندها والتفكير فيها هي تلك التي يكون المجرم أو المُتهم بتنفيذ الجريمة شابًا عليه أن يقضي 15 سنة مثلًا داخل السجن.
وحينها يهب إلى رأسي سؤال استنكاري واحد وهو لم لا يجعلونه يقضي ما بقى من حياته بدلًا من هذا العذاب! إذا قصى بالسجن 15 سنة، فسيخرج منه في سن الأربعين أو الخمسين وكيف له بعد ذلك أن يبدأ حياته من جديد!
نعم البداية ليست لها سن محدد ويستطيع الإنسان أن يبدأ في أي وقت، ولكن ليس بحالة نفسية محطمة وشعور بضياع الجزء الأجمل من الحياة في اللاشيء.
في فيلم The Mauritanian المأخوذ عن قصة حقيقية، قضى البطل 14 سنة من التعذيب عن جريمة لم يرتكبها، ولكنه بعدما ثبتت براءته وخرج إلى الحياة مرة أخرى استطاع أن يقف على قدميه وينجح ويؤسس أسرة ويسافر العالم ويؤلف كتبًا وتُصنع عنه أفلام، ويا لها من معجزة.
لكن ليس الجميع مثل بطل الفيلم. معظم من يمرون بتلك التجربة يُدفنون وهم أحياء..
فكيف برأيكم يستطيع الشخص أن يستكمل ما تبقى من حياته بعدما قضى فترة شبابه بالسجن؟ هل من خطوات؟
التعليقات