يقضي الرجل مراهقته و عشريناته في مطاردة الفتيات بحثا عن الاشباع العاطفي، و حينما يصل للثلاثين من عمره يجد نفسه خالي الوفاض من أي شهادة تعليمية عليا و بلا وظيفة و لا تجارة، و فارغ الجناب من أي حرفة أو مهارة مطلوبة في سوق الشغل، مما يجعل مستقبل بالكامل في مف عفريت و يضع حياته الاجتماعية على شفا جرف هار، و بالتالي يصبح مرفوضا و منبوذا في سوق العلاقات سواء الشرعية منها أو غير الشرعية، لأنه بدل أن يركز على التعلم و الدراسة و التثقيف و البحث و التطوير و التنقيب و التجارب التي ستجعله يحقق ذاته و يفرض نفسه في المجتمع في الثلاثينات من عمره مما يجعله رجلا عالي القيمة تتسابق الاناث على إثارة إعجابه، أنفق زهرة شبابه في الركض خلف السراب و الوهم و الخيال، فضيع نفسه و أضل ذاته و ما هدى، فهذا حال الملايين من الشباب المتأثر بأغاني الشاب بلال و نصرو و خالد و حسني و مامي و عقيل، و التي كلها بكاء على الحبيبة و تعلق بأطلالها بعدما انتزعها منهم صاحب المرسيديس، مما جعلهم يفرون إلى عالم الخمر و المخذرات...
و نفس الشيء تماما يحدث مع الفتاة أيضا في مرحلة ما بين 18 و 24 حيث تكون في أوج جمالها و في قمة أنوثتها، و تكون أسهمها محلقة عاليا في سماء الجاذبية و السحر و الاثارة، مما يجعل عروض الزواج تنهال عليها أشتاتا و صبا صبا، و يقبل الخطاب على أعتابها صفا صفا ليروا فتاة أحلامهم، لكنها تصدهم جميعا و تترفع عليهم، لأنها مصابة بمتلازمة الملكة، و مريضة بالنرجسية المنحرفة السامة، حيث أنها ترى إستحقاقيتها أعلى، فهي لن تقبل إلا بثري أو نافذ من أسرة عريقة و بيت كبير، لكن ما أن تطرق أبواب الثلاثين حتى يترهل جسدها و يزداد وزنها و ينتفخ وجهها و يتساقط شعرها، و تتحول نظراتها من البراءة و البريق و اللمعان إلى نظرة شاردة باهتة متعبة، و بالموازاة مع ذلك تظهر أجيال جديدة من فتيات 2006 و 2005 و 2004 و هن في كامل البهاء و الرونق و منتهى الروعة و الحسن، كأنهن الياقوت و اللؤلؤ و الزبرجد و الزمرد و الألماس و التريكواز و المرجان، مما يجعل صاحبتنا تضرب أخماسا في أسداس و تفهم أنها خرجت من عصرها الذهبي بخفي حنين، لأنها لم تعد قادرة على المنافسة في السوق حيث تنظم إليه في كل سنة أشكال جديدة و ألوان فريدة و أنواع مميزة من الإناث، مما يجعل العرض يفوق الطلب بكثير، فالأمر أشبه بنوكيا أو سوني إيريكسون أو موتورولا التي أكل عليها الدهر و شرب و صارت تراثا من الماضي، و حل محلها كل من سامسونغ و أيفون و هواوي و شاومي.
فهل تعتقدون أن المجتمع يساهم في تشكيل اختيارات الشباب بهذه الطريقة!!؟
التعليقات